محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نظر المنصفين
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
في ذكري مولد الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- نذكر أن الله قد أكرم به الإنسانية حيث جعله نورا يهتدي به.{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15-16].
أدبه الله وعلمه، كيف يتعامل مع خلائق الإنسانية المتغايرة، بل والمتنافرة فأنزل عليه قوله تعالي: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].
سموا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عثرات الناس، وقصور مصارفهم وإدراكهم لعظيم قدره، وعلو منزلته، حيث كان من سمة العظماء أن ينأوا عن الصفارة والصغائر، وأن تبرز خصائص النفوس الأزلية عند جهل الجاهلين.
هذا النبي الذي حباه ربه بنعمه، ففضله علي جميع خلقه، وكرمه وأكرمه بميزات، لم يعطها غيره من الأنبياء والرسل- عليه وعليهم الصلاة والسلام- وبما لاطفه به، وواساه، وامتدحه، وأنثي عليه، وبما كمل به محاسنه خَلْقا وخُلُقا وبما أضفاه عليه من أسمائه.
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [ التوبة : 128].
وقد جعله أمانا لامته لقوله تعالي: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
إن أول ما يقع بصر الإنسان علي رسول الله، يشعر أنه أمام جمال مدهش لا مثيل له، ومظهر يوحي بثقة لا حد لها، وهذا ما ينعقد عليه إجماع من شاهدوه - عليه الصلاة والسلام -.
وما عرف التاريخ إنسانا كمل في كل الجوانب إلي درجات الكمال، غير محمد - صلى الله عليه وسلم - مع ملاحظة أن كمالاته هنا جانب من جوانب كمالاته المتعددة، التي لا يحيط بها غير خالقها، وبشهادة العدو، والصديق، والمؤمن، والكافر.
وما بلغ أحد في تاريخ البشرية ما بلغه سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم - في تلك الجوانب كلها، ولقد كتب عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بإنصاف الكثير من الفلاسفة، والمستشرقين، ومن هؤلاء:
(1) بوزورث سميت حيث يقول: إن محمداً بلا نزاع أعظم المصلحين علي الإطلاق.
(2) هنري الفرنسي يقول في معرض الاستدلال علي صدق رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-: لسنا نحتاج في إثبات صدقه إلي أكثر مما يأتي:
(أ) كان محمد أمياً لا يقرأ، ولا يكتب، وهذا الوصف لم يعارض فيه أحد.
(ب) أنه لم يسترشد في دينه بمرشد يتقدمه.
(ج) وأنه كان ينفر من عبادة الأوثان، وتعدد الآلهة، وكان بوجدانه: الواحد الأحد، لما اعتكف وحده بغار حراء.
(د) ومع كوبه أميا، ومعه قرآن يعجز فكر البشر عن الإتيان بمثله لفظا ومعني.
(هـ) وأنه لما قرأ جعفر بن أبي طالب ما جاء في القرآن عن زكريا ويحيي علي النجاشي فاضت عيناه بالدموع، وفي اليوم التالي طلب منه أن يقرأ ما جاء فيه عن المسيح ففعل، فأستغرب الملك لما علم أن المسيح عبد الله ورسوله، فآمن بمحمد وما جاء به.
(و) وأن محمداً، أتى بالقرآن دليا علي صدق رسالته، وهذا الكتاب سر من الأسرار، لا يدركه إلا من صدق بأنه من عند الله.
(ز) أنه كان لا يميل إلي الزخارف والاستكبار والبخل، فقد كان يحلب شاته بنفسه، ويجلس علي التراب، ويرتفع نعله بيده - صلى الله عليه وسلم - وكان قنوعاً.
ولقد خرج من الدنيا ، ولم يشبع من خبز البر، ولم تكن له حاشية، ولا وزير ولا حشم، لم يرغب طول حياته في المال، وكان كل ما يأتيه يتصدق به، وبلغ من السلطان غايته إلي غير ذلك من الحقائق، التي ذكرها هذا المنصف بلا تشويه.
برنارد شو
يقول برنارد شو: "إن الإسلام دين يستحق الاحترام والإجلال؛ لأنه أقوى دين علي هضم جميع المدنيات، وهو خالد خلود الأبد، وإني أري كثيرا من بني قومي من العلماء قد دخلوا هذا الدين علي بينه من أمرهم، ومستقبلا سيجد هذا الدين مجاله الفسيح في كل أنحاء أوربا.
وقال درست سيرة محمد فوجدته بعيداً عن مخاصمة المسيح، ويمكن بحق أن نعتبر محمداً منقذاً للإنسانية، وأعتقد أن رجلا مثله لو حكم العالم بآثاره وخلقه لجلب للعالم السلام والسعادة.
وقد برهن الإسلام من ساعته الأولي أنه دين الأجناس جميعاً، وإذا ضم سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيبا الرومي، كما اعتنقه مجموعات من النصارى واليهود وعبدة الأوثان، وانصهر الجميع في بوتقة واحدة دون فروق علي الإطلاق، ولم يحس أي منهم أنه غريب عن هذا الدين، وبعد فترة اتصل هذا الدين بأجناس متعددة بينها الأسود والأصفر والأبيض، وكانوا جميعا في رحابه متساوين سعداء".
السير توماس أرنولد
ألف ذلك العلامة كتابا أسماه " الدعوة إلي الإسلام" فيه يسوق الأدلة والبراهين علي أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، كما زعم أعداؤه، ومن هذه البراهين:
(1) إسلام بعض الصليبين قبل موقعة حطين، أي: قبل انكسار شوكتهم في هذه المعركة، بل كانوا في أوج قوتهم مما يدل علي أنهم أسلموا عن طريق الاقتناع، الذي هو الطريق إلي الإسلام دائما.
(2) إسلام المغول في وقت كانوا فيه المتغلبين علي العرب، بل وعلي غير العرب.
(3) انتشار الإسلام في الملايو، وإندونيسيا، والفلبين دون أن تطأ هذه البلاد قدم جندي عربي واحد، ولكن عن طريق التجار وغيرهم، وذلك عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة، فأي سيف كان يجبر هؤلاء الصليبيين العتاة وهؤلاء المغول الجبابرة علي الإسلام؟
ولكن كل ما نقوله: أن الذي جعلهم يسلمون هو: سماحة الإسلام وعظمته، هذا بجانب أن الله- سبحانه - وتعالي- ينهي عن استعمال الشدة في نشر الدين تطبيقاً لقوله تعالي: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[البقرة: 256].
كما يقول - سبحانه - وتعالي-: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].
أما استخدام السيف فلا مجال له في نشر الدين، اللهم إلا في حالة الدفاع عنه، فهذا أمر واجب يقره العقل قبل الدين.
الإسلام والحضارة
يوضح الأستاذ جورج- سارلمون أن الإسلام شجع الفكر الحضاري، في العلوم التجريبية في حين وقفت المسيحية ضد هذا الفكر، فأبن النفيس قد اكتشف الدورة الدموية الصغرى، قبل أن يعرف (ميخائيل سرفيت) الأسباني ذلك بمائتي وخمسين عاماً، ولقد عرف المسلمون فضل أبن النفيس لكن سرفيت أحرق علناً في جنيف عام 1553م.
أما التشريح فقد كان في أوربا ممنوعا البتة، ولكن صناعة التشريح بلغت أعظم مدي في المشافي الإسلامية، وما يقال عن التشريح يقال عن أمراض العين، فإن المسلمين كانوا حتى القرن الثالث عشر رواد العالم في أمراض العيون.
وعن مدي الفائدة التي عادت علي الغرب من ترجمة الفكر الإسلامي يقول روجيه غارودي.
إن نهضة الغرب لم تبدأ في إيطاليا مع إحياء الثقافة اليونانية والرومانية، بل بدأت في أسبانيا مع إشعاع العلوم والثقافة الإسلامية والعربية، والنهضة الغربية لم تأخذ من العلوم العربية والإسلامية سوء المنهج التجريبي، والقوانين العلمية وتركت الإيمان الذي يوجهها نحو الإله، ويسخرها لخدمة البشر.
رأي المسيو رينيه في الإسلام
يقول الفنان الكبير " المسيو رينيه " الرسام الفرنسي، بعد أن أسلم وسمي نفسه باسم (ناصر الدين): إن العقيدة الإسلامية لا تقف عشرة في سبيل الفكر، وإن الإسلام صالح منذ نشأته لجميع الشعوب والأجناس، فهو صالح كذلك لكل أنواع العقيدة، وجميع درجات المدنيات، وهو كما يبهج الرجل العملي في لندن مثلا- فإنه يأخذ بلب الفيلسوف الروماني، كما يتقبله الشرقي صاحب الخيال الشعري في السماء والماء، وضوء القمر وهدوء السحر ، والصحراء والزرع والشجر، كما يأخذ بمجامع المفكر الغربي، الذي عكف علي الإبداع في الفن، ورسم الصور الرائعة في الشعر والنشر، فكم من فيلسوف، وقسيس، ومصور، وشاعر، وطبيب وصيدلي، ومحام، وسياسي في الشرق والغرب قرءوا عن الإسلام فبهرهم، واستحوذ عليهم تناسقه مع الفطرة، وجذبتهم إليه عقائده وعباداته فآمنوا به راغبين راسخين، لا رهبة، بل اقتناعا عميقا وحباً، فهو الرحيق السائغ، والمنطق السليم، والمنهج السليم.
جوستاف لوبون
يقول هذا المفكر: إن للإسلام وحده الفخار بأنه أول دين قال بالتوحيد المحض الخالص، وبأنه أول دين نشر أتباعه ذلك التوحيد في أنحاء العالم، فالإله الواحد المطلق، الذي دعا إليه الإسلام منزه عن شريك له، وتشتق سهولة الإسلام من التوحيد الخالص، وفي التوحيد سر قوة الإسلام، وهو من أكثر الديانات ملاءمة لمناخ العالم واكتشافاته، ومن أعظمها تهذيبا للنفوس، ودعوة إلي العدل وإلي التسامح.
وفي الحقيقة أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، فلإسلام هو الذي أعطي الفاتحين هذه الرحمة، وهذا التسامح.
الكاتب الإنجليزي الأشهر(توماس كارليل)
يقول هذا الكاتب الكبير في كتابه " الأبطال": لقد أصبح من أكبر العار علي أي متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلي أناس حاقدين كاذبين علي محمد، وآن لنا أن نحارب مزاعمهم السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا.
لنحو مائتي مليون من الناس بعد المليار نسمة.
خلقهم الله كخلقنا، أفكان أحد كم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها الملايين وماتت عليها أكذوبة وخدعة؟! أما أنا فلا أستطيع أن أري هذا الرأي أبداً ولو أن الكذب والغش يروجان عند الخلق في الناس المجانين، ولو كانت الحياة مجرد سخف وعبث وأضلولة، لكان الأولي بها ألا تخلق ثم قال-: والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتا من الطوب، فهو إذا لم يكن عليما بخصائص الجير والتراب وما شاكلهما فما الذي يبنيه ببيت وإنما هو تل من الأنقاض، لا يستطيع أن يبقي علي دعائمه أثنى عشر قرنا من الزمان، يسكنه الآن مائتا مليون مسلم.
ول ديورانت صاحب قصة الحضارة
كتب مجلداً كاملاً عن الحضارة الإسلامية، وقد نظر إلي أمر النبي في المجتمعات، التي آمنت به، وفي تواضعه، الذي لم تعرف له البشرية مثيلا فيقول: "إذا حكمنا علي العظمة بما كان للعظيم من اثر في الناس، لقلنا إن محمدا كان أعظم عظماء التاريخ، فقد رفع المستوي الروحي للوفاء والإخلاص من بعد أن ألقت به في ظلمات الهمجية حرارة وجدب الصحراء، وقد نجح محمد برسالته في ذلك نجاحا عظيماً لم يدانية أحد علي مدي التاريخ، لقد كبح محمد جماح التعصب، وقضي علي الخرافات، وأستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظمي، وأن يبقي إلي يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم، لم يتظاهر محمد قط بأبهة السلطان، بل كان يرفض أن يوجه إليه شيء من التعظيم والتبجيل، يقبل دعوة العبد الرقيق إلي الطعام، ولا يطلب من عبد أن يقوم له بعمل يجد لديه من القوة والوقت ما يمكنه من عمله، لم يكن ينفق علي أسرته من المال إلا القليل، رغم ما كان يرد إليه من الفيء الكثير، أما ما ينفقه علي نفسه فكان أقل القليل، وكان يخص الصدقات بالجزء الأكثر من هذا المال.
الكاتب الهندي.
ميهاتا صاحب كتاب " الحضارة الهندية والإسلام"
يقول" (إن الإسلام قد حمل إلي الهند مشعلا من نور انجلت به الظلمات، التي كانت تغشي الحياة الإنسانية في عصر مالت فيه المدنيات القديمة إلي الانحطاط والتدني، وأصبحت الغايات الفاضلة معتقدات فكرية، لقد كانت فتوح الإسلام في عالم الاقتصاد والأفكار أوسع وأعظم، منها في حقل السياسة، شأنه شأن الأقطار الأخرى، لقد كان من سوء الحظ أن ظل تاريخ الإسلام في هذا القطر الهندي مرتبطا بالحكومات فبقيت حقيقة الاسم في حجاب، وبقيت عبادته مختفية عن الأنظار.
ميشيل هارت وكتاب المائة الأوائل وأعظمهم محمد
يقول: "إن اختياري لمحمد ليكون الأول بين ذوي النفوذ المؤثرين في العالم قد يدهش بعض القراء، ويصبر مثار تساؤلات من البقية.
ولكن هو الوحيد في التاريخ، الذي كان امتيازه متكافئا علي المستوي الديني والدنيوي....
وبأصول متواضعة أسس محمد ديانة من ديانات العالم العظيمة، وأصبح زعيما سياسيا، ورغم مرور أكثر من 123 قرنا لا يزال نفوذه الديني والسياسي عميقاً ومستمراً.
ثم يقول مبرزاً سببا آخر من أسباب اختياره نبي الإسلام ليكون الأول: "إن معظم الذين غيروا لتاريخ ظهور في قلب أحد المراكز الحضارية في العالم في بيئة متمدينة تبرز ظهور العظماء فيها، ولكن محمدا هو الوحيد الذي نشأ في بقعة من الصحراء الجرداء المجردة تماما من كل مقومات الحضارة والتقدم، ولكنه جعل من البدو والبسطاء المتحاربين قوة معنوية هائلة، قهرت بعد ذلك إمبراطوريات فارس وبيزنظة وروما المتقدمة بما لا يقاس في تاريخ الغزو في كل زمان ومكان يكون الغزو عسكريا ولكن في حالة الرسالة المحمدية فإن معظم البلاد التي فتحها خلفاءه استعربت تماما وتغيرت لغة ودينا، وقومية، من العراق وسورية إلي آخر الشاطئ الإفريقي غرباً، إلي السودان جنوباً، وأصبحت أمة واحدة تتكلم بلسان واحد إلي الآن، فهناك اليوم بعد ألف وأربعمائة سنة خمسمائة مليون مسلم، ولكن هناك بينهم حوالي مائة وخمسين مليون عربي، وهو معيار قياسي أمد الرسالة- إلي جانب استمرارها الزمني، - بثبات ليس له مثل في تاريخ الفتح الإسلامي في العالم، كذلك لا يوجد نص في تاريخ الرسالات نقل وبقي بحروفه كاملا دون تحريف كل هذا الزمن سوي القرآن، الذي نقله محمد، الأمر الذي لا ينطبق علي التوراة مثلا- أو الإنجيل.
هكذا نجد أن فتوحات العرب التي بدأت في القرن السابع الميلادي قد بقيت تلعب دورا هاما في تاريخ الإنسانية حتى يومنا هذا، ومن أجل هذا النفوذ الديني والدنيوي فإنني وجدت أن محمدا هو صاحب الحق الوحيد في أن اعتبره صاحب أعظم أثر علي الإطلاق في التاريخ الإنساني.
وبعد:
فهل آن للبشرية أن تعرف طريقها الحق في المجتمع الأمثل، وتؤمن بأن هذا المجتمع لا يوجد إلا في إطار الإسلام، والإنسان حين ينظر إلي المجتمع المعاصر ويجد الصراعات المختلفة، التي تدور في سائر أرجاء الأرض من قتل ونهب ونهش أعراض.
فلابد أن يعلم أن المنهج الإسلامي هو المنهج القادر وحده، علي العطاء؛ لأنه قائم في أساسه علي الإيمان، ذلك الإيمان الذي يولد الحب والرحمة، والعدل، والحرية في كل الأمم والشعوب، ولا يفرق بين طوائف الشعوب، ولا يفرق بين طوائف البشر.
ولقد لفت نظر (برنارد شو) أسلوب حل المشكلات الذي يتميز به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يملك نفسه إلا أن قال وهو غير المسلم:
لو أن محمدا رسول الإسلام وجد وسط هذا العالم الملئ بالمشكلات والصراعات، لا ستطاع أن يحل مشكلات العالم وهو جالس يحتسي فنجاناً من القهوة.
قال تعالي: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
والله من وراء القصد.
الخضري عبد المنعم علي السيد