عنوان الفتوى : قصة أبي نواس عند موته
ما صحة: قصة رفض الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ الصلاة على أبي نواسٍ، ثم وجود رقعة مكتوب عليها شعر، فيه توبة في جيبه، وبكاء الإمام الشافعي، ثم الصلاة عليه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نعثر ـ بعد البحث ـ على ما يدل على صحة ما ذكر: من رفض الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ الصلاة على أبي نواسٍ، وإنما وجدنا في: البداية، والنهاية لابن كثير: قال الربيع، وغيره، عن الشافعيّ، قال: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقُلْنَا: مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي، فَلَمَّا قَرَنْتُهُ بِعَفْوِكَ رَبِّي، كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا
وما زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ تجود، وتعفو منّةً، وتكرما
ولولاك لم يقدر لإبليس عابدٌ وكيف وقد أغوى صفيك آدما
رواه ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَرُوِيَ أَنَّهُمْ وَجَدُوا عِنْدَ رَأْسِهِ رُقْعَةً مَكْتُوبًا فِيهَا بِخَطِّهِ:
يَا رَبِّ إِنْ عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أدعوك ربي كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي، فَمَنْ ذا يرحم
إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ فَمَنِ الّذي يرجو المسيء المجرم
مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا وَجَمِيلُ عفوك، ثم أني مسلم
وقد نقل هذه القصة ابن عساكر، وابن كثيرٍ، وغيرهما، ولم نر من ذكر رفض الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ الصلاة على أبي نواسٍ.
والله أعلم.