عنوان الفتوى : موقف الابن من أبيه التارك للصلاة
في الحقيقة أنا اشكو من والدي فهو لايصلي ماعدا صلاة (جمعة أو اثنتين )من كل شهر وإن ذهب معي إلى المسجد في أي صلاة فإن أغلبها تكون رياء والله أعلم يريد أن يظهر للناس أن سبب تدين ابنه هو لأني والده, هو يحب المال حبا جما وهو عنده ذو قيمة خرافية, أنا لا أستطيع أن أقول له صل أو أعاتبه لأنه من النوع العصبي جدا والعنيد جدا ولا يقتنع إلا برأيه وقد يتجاوز باللفظ على الله أو الرسول أو أي شيء إذا أصررت معه في الكلام, فما هو حكمي عليه وماهو حكمه علي وهل ماله حرام أكله وماهي الطريقة التي أتعامل معه بها وهل أحاول معه مرة أخرى أم أكتفي بالدعاء له علما أنه يبلغ من العمر 69؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطريقة المثلى في نصح الوالد التارك للصلاة والذي تصدر منه ألفاظ بذيئة وغير ذلك تتمثل فيما يلي: أولا: برك وطاعتك له، والإحسان إليه يجعلك قريبا من قلبه، فيكون نصحك أوقع في نفسه. ثانيا: استغلال المواقف والأحداث التي يكون أدعى فيها للاستجابة للنصح، كموت قريب أو حصول حادث أو نحوها. ثالثا: الاستعانة بمن يرجى أن يكون نصحه مؤثرا عليه، كأصدقاء الوالد، أو إمام المسجد، أو داعية حسن الأسلوب والمنطق. رابعا: تجنب الإحراج، وجرح المشاعر، وأساليب الاستفزاز عند نصحه وإرشاده بدون غلظة فقد قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: فصل في أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر. قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر. وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. وقال في رواية يعقوب بن يوسف: إذا كان أبواه يبيعان الخمر لم يأكل من طعامهم وخرج عنهم. وقال في رواية إبراهيم بن هانئ: إذا كان له أبوان لهما كرم يعصران عنبه ويجعلانه خمرا يسقونه يأمرهم وينهاهم، فإن لم يقبلوا خرج من عندهم ولا يأوي معهم. ذكره أبو بكر في زاد المسافر. وذكر المروذي أن رجلا من أهل حمص سأل أبا عبد الله أن أباه له كروم يريد أن يعاونه على بيعها قال: إن علمت أنه يبيعها ممن يعصرها خمرا فلا تعاونه. اهـ. فلا ينصح هذا الأب في وقت غضبه لأنه والد والوالد ليس كالأجنبي كما مر، ولأنه ربما وقع في منكر أعظم بسبب الغضب. خامسا: الدعاء له بصدق وإخلاص، ورغبة فيمن يرجى منه الخلاص وهو الله عز وجل.