عنوان الفتوى : صيام نبي الله داود
بداية أعتذر لكثرة أسئلتي ولكنها ليست كلها تخصني ففيها ما يكون لآخرين من زملاء وأقارب ليس لديهم حاسب أو إمكانيات الاتصال بالشبكة فبارك الله لكم على سعة صدركم لكل هذه الأسئلة وجعل الله ما تقومون به فى ميزان أعمالكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي الصحيحين واللفظ للبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً.
وبين المناوي في فيض القدير الحكمة من هذا الصوم بقوله: فهو أفضل من صوم الدهر؛ لأنه أشق على النفس بمصادفة مألوفها يوماً ومفارقته يوماً.
قال الغزالي: وسره أن من صام الدهر صار الصوم له عادة فلا يحس وقعه في نفسه بالانكسار، إنما تتأثر بما يرد عليها لا بما تمرنت عليه. انتهى
ولم نقف في كلام أهل العلم على ما يدل على تحديد المدة التي يحصل بها صيام داود، ولا ما ينبغي أن يبدأ به ذلك الصيام، وبالتالي فمن صام يوماً وأفطر يوماً فقد فعل ما يحب الله تعالى، وسيجد ثواب صومه إن شاء الله تعالى، لأن الله تعالى يجازي على العمل الصالح ولو كان قليلاً، فقد قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء: 40}.
وقال تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {البقرة: 272}.
هذا إضافة إلى الترغيب في الصيام لوجه الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وعليه، فلا يشترط في حصول ثواب صيام داود أن يقوم به الإنسان طيلة عمره، بل ما فعله يثاب عليه إن كان متصفاً بشروط قبول العمل الصالح، ولا حرج في أن يبدأ صومه بأي يوم من أيام الأسبوع، وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 23939، 18272، 9768.
والله أعلم.