ما يفعل من أتاه أمر يسره
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
رَوَى التِّرْمِذِيُّ- وَحَسَّنَهُ - عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بُشِّرَ بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» [1].معاني الكلمات:
خَرَّ: أي سقط من علو إلى أسفل.
يَسُرُّهُ: أي يُسْعِده.
المعنى العام:
هذا الحديث يعلمنا أدبًا عظيمًا، وهو كيف يفعل من آتاه أمر يسرُّه، فمن آتاه الله أمرًا سارًّا، فعليه أن يسجد لله سبحانه وتعالى شكرًا.
وفي هذا الحديث أن الشكر يكون بالجوارح كما يكون باللسان.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الشكر «هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافًا، وعلى قلبه: شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه: انقيادًا وطاعة»[2].
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- استحباب السجود لمن أتاه أمر يسرُّه.
2- ليس المقصود بالشكر، الشكر باللسان فقط، إنما الشكر – كما عرفه ابن القيم – هو ظهور أثر نعمة الله على لسان العبد ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شُهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة.
3- حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل سنة النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
4- حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه رضي الله عنهم وعنايته بهم.
5- الشكر يكون مقابل نعمة بخلاف الحمد، فيكون على نعمة أو غير نعمة.
[1] حسن: رواه الترمذي (1578)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني (1414).
[2] انظر: مدارج السالكين ، لابن القيم (2/ 234).
____________________________________________________
الكاتب: د.
خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني