عنوان الفتوى : الطلاق لا يقع بألفاظ لا علاقة لها به
أعلم أني أطلت عليكم وشققت عليكم لكثرة أسئلتي في هذا الأمر ولكني لا أجد لي مخرجا بعد الله سواكم فلقد تحدثت إلى المشايخ هنا في بلدي حتى استحييت أن أكلمهم ثانية. أنا عندي وساوس في الطلاق وعندي شك في ثلاث.1- كنت جالسا مع زوجتي وهي تطلب مني طلبات للمنزل وأنا أقول لها ماشي( بمعنى موافق) ثم أقول في نفسي طالق لأني أعلم أن هذا الفظ لا يوقع الطلاق ثم حدث أنه بعدما كنت أقول ماشي قلت مشى(بشديد الشين) بتهريج وضحك وكنت لا أزال أقول في نفسي يعني طالق فوقع في قلبي الطلاق لأن مشى تستخدم عندنا مثل أمشي. 2- كنت مسافرا خارج البلاد وأكتب رسالة قصيرة لأحد الأصدقاء باللغه الانكليزيه و قبل أن أرسلها هممت أن أكتب كلمة ( باي) أي مع السلامة في آخر الرسالة فقلت في نفسي هل إذا قال الرجل هذه الكلمة لزوجته تكون طالقا فقلت ربما تكون مثل السلام عليكم لا يقع بها طلاق مع النية أو تكون مثل مع السلامه فيقع بها طلاق مع النية فحدث شيء من اثنين الأول أني تلفظت بكلمة باي من دون أن أشعر أثناء تفكيري في الأمر أو أني عندما قررت أن أكمل الرسالة قلت في نفسي ماذا ستكتب فقلت باي وقفزت زوجتي إلى ذهني وأنا أتلفظ في الحالتين وقد شككت في الأمر كثيرا حتى إني هاتفت زوجتي وراجعتها بصوت منخفض لم تسمعه هي من كثره شكي في هذا الأمر.3- كنت أزور قريبا لي في المستشفى و كلمتني زوجتي وكنت أكلمها ولكن فجأة جاءت لي حالة من الضيق الشديد وبدون سبب وكلما جاءت لي هذه الحالة خطر لي الطلاق المهم كنت أكلمها وأنا متضايق جدا المهم أنهينا الحديث وكنت أغلق الخط فقلت السلام عليكم مع السلامة( وهذا من عادتي في إنهاء المكالمة) وكان خاطر الطلاق لا يزال في عقلي ولكني عندما كنت أقول السلام عليكم قلت في نفسي هذا لا يقع به طلاق حتى مع النية ولكن في قول مع السلامة وقع في قلبي الطلاق فقلت في نفسي أن هذه وساوس ولكني لا أستطيع أن أحكم على نفسي بل يجب أن أستفتي أحدا ولهذا لجأت إليكم مع العلم أني صاحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخبرناك أخي ونصحناك بأن تُعرض عن الوساوس والأوهام فإنها من الشيطان ليفسد عليك دينك ودنياك ، فلا في صلاتك وعبادتك خشعت، ولا مع زوجتك وفي حياتك تمتعت، ولذا فإننا نكرر بأنك أحوج ما تكون إلى الإقبال على الله تعالى والاستعانة به والاعتماد عليه وطلب العلم النافع والإعراض عن الوساوس والأوهام. وأما بشأن ما ورد في سؤالك فجوابه ما يلي: أولا الطلاق لا يقع بالنية فقط كما سبق في الفتوى رقم: 20822، ثانيا: أن الطلاق لا يقع بالألفاظ التي لا علاقة لها بالطلاق لا من قريب ولا من بعيد كقولك مع السلامة، وانظر الفتوى رقم: 22869، والفتوى رقم: 23359. وعليك أخي أن تشتغل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمطالعة في سير الصالحين ، ولا تجعل من نفسك مرتعا لوساوس الشيطان، وفقك الله لطاعته وفي الفتوى السابقة برقم: 53964، كفاية عن إعادة الكلام بما لا طائل تحته.
والله أعلم.