عنوان الفتوى : الأحوال التي يوصف بها الشخص بالردة
كنت أود أن أسأل عن ما هي الردة؟ ومتى يكون الشخص مرتدا أو نقول عليه مرتد؟ وهل من سخر من شيء في الدين ثم أفيق واستغفر الله فما موقفه؟ وأود أن تنصحوه بشيء و شكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالردة هي أن يأتي الشخص الذي تقرر إسلامه بقول أو فعل أو اعتقاد دل الشرع على أنه كفر. قال خليل بن إسحاق: الردة كفر المسلم بصريح أو لفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه، كإلقاء مصحف بقذر، وشد زنار، وسحر، وقول بقدم العالم أو بقائه، أو شك في ذلك.انتهى. ومن سخر من شيء معظم في الدين كالاستهزاء بالرسل والكتب المنزلة والملائكة ونحو ذلك فهو مرتد والعياذ بالله. قال الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65-66}.
والشخص يقال عنه إنه مرتد إذا نطق بالردة أو فعل فعلا يتضمنها.
وإذا استغفر المرتد وتاب توبة صادقة غفر الله ذنبه. قال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ {الأنفال: 38}. ولك أن تراجع في توبة المرتد فتوانا رقم: 8927.
وننصح هذا الذي ذكرت عنه ما ذكرت بالابتعاد عن السخرية من الدين، فإن العمر قصير ولا يدري المرء متى تأتيه منيته، فليبادر إلى التوبة مما كان صدر منه، وليكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة عسى الله أن يكفر عنه بذلك خطأه.
والله أعلم.