عنوان الفتوى : هل يؤاخذ المبتلى بأحلام اليقظة
ما هو حكم التفوه بالكلام أثناء أحلام اليقظة خاصة وإنني قد سألت طبيبا متخصصا فذكر أن أحلام اليقظة هي أحد آثار مرض الوسواس القهري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحلام اليقظة هي ما يدور في نفس الإنسان من أحاديث وأماني، وقد عرفها علماء النفس بأنها تفكير المرء في أمور يحقق من خلالها إشباعا لرغباته ودوافعه التي يعجز عن تحقيقها في الواقع.
وكنا قد بينا من قبل المراتب التي تكون عليها أحاديث النفس هذه وأحكام تلك المراتب، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 28477، وسواء كانت أحلام اليقظة أثرا من آثار مرض الوسواس القهري كما ذكر لك الطبيب أو لم تكن كذلك، فإن التفوه بالكلام أثناءها يستمد حكمه من موضوع الكلام نفسه، ومن الحالة التي عليها الإنسان من الإدراك لما يقول، وإمكانية التحكم فيه وغير ذلك، فإذا كان الكلام كلاما مشروعا فلا حرج في النطق به على أية حالة كان الإنسان، وإن كان غير مشروع ولكن المرء ينطق به غلبة على سبيل الهذيان فلا مؤاخذة عليه في ذلك أيضا، لأن الإنسان غير مكلف في تلك الحالة، وقد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وإن كان ينطق بذلك مختارا وقادرا على الكف فهو آثم.
والله أعلم.