عنوان الفتوى : تجاهل المرض النفسي أولى خطوات العلاج
أنا لدي وسواس فظيع ملازمني منذ فترة ولا أعرف كيف أهرب منه علماً بأني أصلي وأصوم وأفعل الخير والحمد لله وهذا الوسواس مضايقني بشكل غير عادي وهو يأتيني في الصلاة والوضوء، يريد أن يبعدني عن ديني والعياذ بالله، يعني أنه لا يريدني أن أصلي وأنا متغلب عليه ولكن هو يزيد ودائماً يوسوس لي على الدين وعلى الإسلام، لكن أنا بإذن الله على دين الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مهما تجبر بإذن الله، وفي الآونة الأخيرة ابتلاني الله بمرض وهو ما يسمى علميا بالعصب السابع لكن في الفترة الأولى خفت من المرض وطمأنني الدكاترة على أنه يذهب بإذن الله تعالى وأخذت العلاج الطبي والعلاج الطبيعي وإن شاء الله بدأ بي الشفاء بإذن الله، ولكن الوسواس الذي ذكرته زاد علي ويخوفني من المرض حتى شبه سبب لي حالة نفسية وتوتر قلق وخوف وتردد وتخايلات وما شابه ذلك حتى إنه إذا مررت بجانب آية قرانية أو مصحف تأتيني مثل علي ألمس وأقول إنها من الآية وأتوتر وأغضب وأعرف أنه وسواس شيطان رجيم والعياذ بالله من الشيطان الرجيم حتى لما أتعوذ من الشيطان النجس يخيل لي أنه على الله وأستغفر الله تعالى حاشا لله، وأعرف أنه وسواس رجيم هل له علاج طبي وديني وبدأت أخلط في الكلام إذا تكلمت لمدة طويلة حتى كأني لا أعرف كيف أتكلم بدأت أنسى وتأتيني حالة شبه غيبوبة وأنا عادي مستيقظ وأخاف من الناس أنهم سوف يحسدوني بالعين أو بسحر وأعرف أنه وسواس، وإذا مررت بجانب أحد أقول إنه سوف يتكلم علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الله تعالى يبتلي المؤمن بالمصائب ليكفر بها عن سيئاته ويرفع بها درجاته، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها.
واعلم أيضاً أن الله تعالى قد جعل لكل داء دواء، وقد يعلمه الناس وقد يجهلونه، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل. فما أصابك من هذا المرض قد يكون بسبب خلل عضوي، أو بسبب خلل نفسي، فينبغي أن تراجع أهل الاختصاص في كلٍ، وقد يرجع ذلك لشيء من الحسد أو العين أو السحر ونحوها، فينبغي أن ترقي نفسك بالرقى الشرعية إن أمكن، وهو الأولى، ولا بأس بأن تعرض نفسك على من عرف بالاستقامة في العقيدة والعمل ليرقيك، والواجب الحذر من إتيان الكهنة والعرافين، وراجع الفتوى رقم: 3086 ففيها بيان لبعض وسائل علاج الوسواس القهري، وراجع الفتوى رقم: 10981 لمعرفة بعض الوسائل الشرعية لفك السحر وغيره.
ونوصيك بعدم الالتفات إلى ما يرد على خاطرك من وساوس، والواجب عليك الاستمرار في مدافعتها، فإن ذلك علامة خير فيك، وهي لن تضرك ما دمت على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 12436.
ونسأل الله تعالى لك عاجل الشفاء، وأن يذهب عنك شر هذا البلاء، فاعتصم بالله وأكثر من دعائه، فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
والله أعلم.