عنوان الفتوى : صلاة من يخرج منه ريح بكثرة
هل يجوز تكملة الصلاة عند خروج ريح أو غازات من البطن مع العلم أني أتوضأ ثم أعيد الوضوء وأصلي مرة أخرى وهي تحصل لي في بعض الأحيان وخاصة عند اقتراب موعد الدورة الشهرية؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله عز وجل: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78}. وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ {المائد: 6}. وقال: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ {البقرة: 185}. والقاعدة عند الفقهاء استنباطا من هذه النصوص أن المشقة تجلب التيسير، فإذا كان يأتي عليك وقت يتوقف فيه خروج الغازات توقفا تتمكنين معه من الإتيان بالطهارة والصلاة فيجب عليك تأخير الصلاة إلى هذا الوقت، وإذا حصل حدث في الصلاة لزمك إعادة الطهارة والصلاة، وهذا ما لم تخافي خروج وقت الصلاة، فإن خفت خروج وقت الصلاة فتوضئي وبادري إلى الصلاة ، أما إذا استمر بحيث صار لا ينقطع فترة معينة تتمكنين فيها من الطهارة وأداء الصلاة في وقتها فحكمه حينئذ حكم سلس البول، فتتوضئين للصلاة بعد دخول وقتها، وتصلين الفريضة وما شئت بعدها من نوافل، ولا يضرك خروج الريح، وإن خرجت أثناء الصلاة، ما لم يكن إخراجها عمدا، وعلى المسلم أن يحذر من وسوسة الشيطان، فإنه حريص على أن يوسوس للمسلم في أمور الطهارة والوضوء ليثقل عليه العبادة، فلينتبه لذلك.
والله أعلم.