عنوان الفتوى : عدم حضور والد الخاطب لا يببرر رفض الخطبة
السلام عليكم أنا فتاة فى23 من العمروملتزمة. هناك أخ يريد الزواج بي إلا أن أباه رافض المجيء للخطبة ومصمم على ذلك. أبوه أعطاه المنزل وترك له عمله. أنا وأهل منزلي مصممون على أن يأتي خاطبا مع والده. والده يرفض لأسباب عرقية.ما العمل افيدوني.جزاكم الله خيرا
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا الفتى الذي يريد الزواج ويرغب فيه مرضياً من الناحية الخلقية والدينية فعلى أولياء المخطوبة أن يستجيبوا لطبله ويزوجوه موليتهم امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بإسناد حسن عن أبي حاتم وهو:" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وإن كان فيه. قال إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه .ثلاث مرات".
ففي هذا الحديث توجيه الخطاب إلى الأولياء أن يزوجوا مولياتهم من يخطبهن من ذوي الدين والأمانة، وإلا يفعلوا ذلك كانت الفتنة والفساد الذي لا آخر له، أما كون والد هذا الفتى رفض حضوره للخطبة فهذا أمر شكلي ولا يلتفت إليه ولا يبرر ترك امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم.
ثم إن رفض الوالد هذا الحضور مع ولده أو مباشرته لخطبته إن كان لأسباب عرقية كما جاء في السؤال فهو في غير محله، إذ الناس متساوون في الخلق وفي القيمة الإنسانية، فلا أحد أكرم من أحد إلا من حيث تقوى الله عز وجل بأداء حق الله وحق الناس، لقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [الحجرات:13] وفي المثل (لا أحد أكبر من حاجته ) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر الخطبة لنفسه ولغيره، والله تبارك وتعالى يقول ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) [الأحزاب:21].
والله أعلم.