عنوان الفتوى : من سنن الصلاة القولية والفعلية
أنا مواطن ليبي وأعمل جاهدا على أن أخشى الله فى كل شىء وأحب أن أعمل أي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم من منطلق حديث "من سنة سنة حسنة..." فبالله عليكم اشرحوا لي السنة الأكثر استعمالا في الصلاة وخصوصا من مذهب الإمام مالك لكي لايحدث الاختلاف بيني وبين إخوانى فى ليبيا حيث إن المذهب المتبع في ليبيا هو مذهب الإمام مالك .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولاً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب السائل خيراً لحرصه على اتباع السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأما عن سنن الصلاة، فإنها كثيرة ومنها القولية والفعلية.
فمن سنن الصلاة القولية:
1ـ دعاء الاستفتاح ـ وله صيغ كثيرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها
" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوبُ الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد". رواه البخاري ومسلم من حديث
أبي هريرة
2ـ أدعية الركوع ـ ومنها: " اللهم لك ركعتُ وبك آمنت، ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومُخّيِ وعَظمي وعصبي وما استقلت به قدمي" . وراه مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم.
3ـ أدعية الرفع من الركوع ومنها قولك بعد ربنا ولك الحمد
"ملء السموات وملء والأرض وما بينهما وملء ماشئت من شيء بعدُ أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكُلّنَا لك عيد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ" . رواه مسلم.
4ـ أدعية السجود ومنها:
"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك". رواه أبو داود
وغيرها من السنن القولية.
وأما السنن الفعلية فهي كثيرة أيضاً منها:
1 ـ رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام وعند الرفع من الركوع لما روه مالك في الموطأ.
من حديث ابن عمران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك.
2ـ وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة ـ وقد بوب الإمام مالك في الموطأ باباً سماه " باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة".
وساق فيه حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: " كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة". وهذه السنن كلها ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع أن أهل المذهب المالكي يخالفون في بعضها.
ولمزيد من الفائدة حول أركان الصلاة وواجباتها وسننها انظر الفتوى رقم: 12455
ونحن ننصح السائل بالرجوع إلى كتاب: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، للعلامة المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى فإنه من أفضل ما أُلف في ذلك.
وقول السائل " لكي لا يحدث خلاف" هذا يُشكَرُ عليه لأن الخلاف شر كما قال ابن مسعود، وينبغي للمسلم أن يحرص على جمع الكلمة مع إخوانه المصلين، إلا أن هذا لا يعني أن نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول الناس.
قال الشافعي رحمه الله: " أجمع الناس على أنه من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد" . ا.هـ
نعم عليه أن يبين للناس أن هذا الأمر سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة والأسلوب المناسب.
وفي الأخير نلفت نظرك إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم: " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". رواه مسلم، المقصود من عمل سنة أو أتى بطريقة مرضية فاقتدى به غيره فله أجر هذه السنة وأجر من عمل بها، ونحن نرجو إن أحييت هذه السنن ونشرتها بين الناس أن يكتب الله لك أجر من عمل بها من المسلمين.
والله أعلم.