عنوان الفتوى : تخريج حديث "فلو أشاء أن تسير الجبال ذهبا لسارت"
من فضلكم أريد معرفة تتمة الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتحدث إلى أمنا عائشة رضي الله عنها: يا عائشة أو شئت لسارت معي جبال الذهب...؟ جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور أو المعنى الذي أشار إليه السائل الكريم جاء في حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وهو مضطجع على فراش متواضع.... فبكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن كسرى وقيصر في الخز والحرير والديباج وأنت حبيب الله وخيرته كما أرى! قال: لا تبك ياعمر فلو أشاء أن تسير الجبال ذهباً لسارت، ولو أن الدنيا تعدل عند الله جناح ذباب ما أعطي كافر منها شيئاً. هذا ما جاء في كنز العمال.
وله أصل في الصحيح ففي حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وهو حديث طويل رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي آخره يقول عمر: فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت فقال: ما يبكيك؟ فقلت يا رسول الله: إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: أما ترضى أن تكون لهم في الدنيا ولنا في الآخرة؟. وفي الأدب المفرد: قلت: بلى يا رسول الله، قال: فإنه كذلك. ومثله عن ابن مسعود عند الطبراني، ولم نقف على رواية كان الخطاب فيها موجها إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
والله أعلم.