عنوان الفتوى : له قرابة منعوهم ميراثهم ويحسدونهم ويمكرون بهم
مشكلتي هي باختصار في صلة الرحم حيث إن لي خالاً أكل حقوق أخوته وأخيه من الميراث وتلاعب بالأوراق الرسمية حتى لا تقع عليه أي حجة متناسيا أن الله لا يخفى عليه مثقال ذرة، وهو فوق هذا متكبر متغطرس لا يحب الخير لأحد، وزوجته تعينه على هذا الظلم وابناؤه لا يراجعونه غير مكترثين بالظلم الذي يقع منه يوما بعد يوما وجدتي تعاونهم في كل ظلم وفي كل إثم حسبنا الله ونعم والوكيل.. نحن والحمد لله قد أنعم الله علينا بما يجعلنا نحتسب عند الله الأجر بما سلب منا من ميراثنا ولكن الأمر تعدى هذا كله، فخالي وأهله لا يحبون الفرح والسرور لأحد وكثيراً ما يختلقون المشاكل عندما يرون السرور دخل إلى قلوبنا، حتى صرنا جميعاً نخاف من أعينهم وحسدهم وحقدهم ونخاف على أنفسنا من مكرهم، أنا أحاول جاهداً الضغط على نفسي بزيارتهم، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من ظلم خالك وتلاعبه بالأوراق المحتوية على الحقوق بينه وبين إخوته، ومنعه للميراث، وما هو عليه وأمه وزوجته وأبناؤه من حسد وكراهية للناس كلها أمور سيئة للغاية ولا تليق بالمسلم.
لكن ما هم فيه من سوء الخلق لا يبيح قطيعة الرحم، فقطع الرحم كبيرة من الكبائر، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].
ثم اعلم أنك إذا وصلتهم وأحسنت إليهم في الظروف التي ذكرت كان الله ناصرك عليهم، روى الإمام مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وأما عن الدعاء عليهم فالأفضل للمسلم أن لا يلجأ إليه وأن يصبر على الأذى ويحتسب في ذلك الثواب من الله، قال الله تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة:237]، وقال وتعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى:43]، ومع ذلك فإنه إذا كان -حقا- مظلوماً فإنه يباح له الدعاء على من ظلمه بقدر ظلمه، يمكن أن يكون بصيغة اللهم اكفني شر فلان بما تشاء، وراجع فيه الفتوى رقم: 20322.
والله أعلم.