أرشيف المقالات

فطرة نقية وفطرة منتكسة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
فطرة نقية وفطرة منتكسة

 
عندما أكل آدم وحواء من الشجرة التي نُهيا عنها، وأطاعا أمر إبليس، وخالفا أمر ربهما، ﴿ فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ﴾ [طه: 121]؛ فانكشفت لهما عوراتهما، ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ [طه: 121]، أقبلا يشدان عليهما من ورق الجنة؛ لأن فطرتهما أبت هذا التعري، وأخذا يسترا نفسيهما بكل ما استطاعا من ورق الجنة.
 
إن العري المتفحش الآن في كل مكان حتى في بيوتنا، إن دل على شيء، فهو يدل على انتكاس الفطرة التي فطرنا الله عليها، وعلى اتباع وسوسة الشيطان، وهوى النفس الأمارة بالسوء.
 
فكيف بربك النجاة بهذا الحال؟
جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة سوداء فقالت: « إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي، قال: إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوت الله تعالى أن يعافيكِ، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألَّا أتكشف، فدعا لها ».
 
إنها يمكنها أن تصبر وتتصابر على مرضها، ولكن كل ما يشغلها أنها تتأذى نفسيًّا حينما تصرع ويتكشف جسدها، رغم أن ذلك خارج عن إرادتها؛ إن فطرتها وحياءها وإيمانها يجعلها تكره أن يتطلع أحد إلى جسدها، حتى وهي في تلك الحالة.
 
فسبحان الله! شتان بينها وبين من تسعى وتتفنن لتعرض وتستعرض مفاتن جسدها، دون أن يهتز منها شعرة تنبئها أنها قد عُدمت الحياء، وبدلت الفطرة، وباعت إيمانها برخيص من الدنيا.
فهل من مدكر؟!
والله المستعان والهادي.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١