عنوان الفتوى : لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله
أمُ لطفلة عمرها شهر ونصف ، ولدت طفلتي وكان لديها ضيقة نفس أي نقص في الأوكسجين فأخذها الأطباء دون أن آراها وبعد يوم ونصف ذهبت هذه المشكلة من ثم وجدوا مشكلة أخرى وهي أن صفائح الدم المسؤولة عن النزيف الداخلي كانت منخفضة جدا وأخذت تنخفض، ولم يعرف الأطباء السبب ولكن بمشيئة الله ارتفعت وأصبحت بالمعدل الطبيعيي ، ثم كان لديها التهاب في أمعائها وبعد عشرة أيام شفيت .لكن والحمدلله بعد كل هذا جاءت مشكلة أخرى وهي نقص إنزيم في الدم وهذا يؤدي لا سمح الله إلى تلوث في أعضاء جسدها بشكل تدريجي ويؤدي إلى عدم تطور لدى الطفلة بحيث قال لنا الأطباء لا علاج لهذا المرض في أي مكان وأن هؤلاء الأطفال يعيشون حتى سنتين لا أكثر.أترون مدى حزني وعذابي ، أخاف أن أرى طفلتي في حالة عذاب ، قيل لنا اقرؤا عليها القران الكريم فطوال الوقت ندعو إلى الله ونقرأ عليها بآيات من القران الكريم، أما أنا فقررت ـن أتحجب مع أنني طوال حياتي انا اعتبر انسانه مؤمنة بالله ، اصوم وأصلي واخاف الله تعالى كثيراً .فأرجوا منكم مساعدتي وإرشادي ؟ ماذا افعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وكشف عنا وعنك كل حزن وكل مكروه، أن ما قاله الأطباء ليس أمرا حتميا، فهم وإن كانوا أهل خبرة بالأمراض وأنواع العلاج وخصائص الطفولة وغير ذلك من المسائل الداخلة في مجال اختصاصهم، فإنهم مع ذلك لا يستطيعون الحكم على أمر مستقبل إلا ظنا واجتهادا، والله وحده هو الذي يعرف عواقب الأمور.
وليس صحيحا أن يوجد مرض لا علاج له، فقد روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله. وفي قصة أيوب عليه السلام وشفائه بعد ما يئس منه الناس كلهم دليل على ذلك، ولكن أهل الطب لا يوفقون في بعض الأحيان إلى العلاج.
وقد أحسنتم فيما أقبلتم عليه من الدعاء وتلاوة القرآن، وفيما قررت من التحجب، فإن رضا الله واستجابة الدعاء منه إنما ينالان بطاعته والتقرب إليه، ويجب أن يكون كل ذلك امتثالا لأمره ورغبة في ثوابه، لا من أجل شفاء المريضة فحسب.
واعلمي أنما سيقضي به الله لهذه البنت من شفاء أو غيره هو خير لك على كل حال.
ففي صحيح مسلم وعند أحمد والدارمي من حديث صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
والله أعلم.