الدعوات المستجابة. . .
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
للشاعرة أيلا هويلر ولككس
للآنسة الفاضلة (الزهرة)
استمنحتُ الثروة، فمُدْتْ لي أكنافُ التوفيق، وأسبغت عليّ آلاء النوال الطائلة، وتحوْل كلُّ ما لمسته يداي إلى ذهب إبريز. ولكن.
وا حسرتاه! لقد تضاعفت همومي ومتاعبي، وتناقصتْ راحتي ورفاهيتي، حين فلج سهمُ طلبتي، وزكا منبتُ رجائي، وأخصب زرع ابتهالي.
استوكفتُ المجد والعزّ، فسمعت ذكري يشّيع بالحمد، ويذيل بالثناء، من الولدان الروقة الميامين، الذي لحظهم الفلك بعنايته، ووسمهم الكمال بنهايته؛ ومن الشيب السارين في طريق الرشد، بمصباح الكبر، المتحلين بأبهة الحنكة وشيمة الوقار، الجامعين بين قوة الشباب واستحكام التهذيب والتحليم وتناهي الحلال.
ولكن.
أواه! أواه من الآلام والخسار والمضار التي تجيء في مواكب الشهرة.
حقاً، إني لم أكن سعيدة إذ ذاك.
اجتديتُ الحب، وركبتُ إليه ظهور التوسع والضراعة، ففاز قلبي بمبتغاه، واغتبط بنجج مسعاه، وعاد بمصداق أمانيه، ولكن لهب نيران الحب الآكلة أندلع إلى قلبي المتضور، وجسمي المنهوك.
وتلذع أوراها في عقلي المتلظي، بيدَ أنها قد كبتْ، ولم يبقَ منها إلاّ ما غادرت في القلب والجسم والعقل جميعاً، من وسوم لعجها وصفعات حروقها.
اتصلتُ ببابه تعالى، ونزعتُ إليه برجائي، أن يمنحني عقلاً راضياً قانعاً.
وأخيراً! بزغ على قتام روحي المكتئبة نور عظيم، وغمرني أمنٌ تام، واطمئنان كامل.
ووردت عليّ قوة جلىّ استأنفتْ نشاطي، وشددت عزمي، وشرحت صدري.
فيا ليتني كنت التمست هذه الطلبة الغالية قبل كل طلبة أخرى. (الزهرة)