عنوان الفتوى : الاجتماع في بيت الميت لقراءة القرآن وتناول الطعام خلاف السنة
قد كانت العادة في قريتي إذا توفي أحد من الناس في النهار مثلا دفن في ذلك النهار فورا وبعد ذلك لما يدخل الليل وبعد صلاة العشاء يجتمع الناس من جوار الميت في بيت صاحب المصيبة ويقرؤون سورة الفاتحة و ورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس وخمس آيات من أوائل سورة البقرة وثلاث آيات من أواخرها والاستغفار والتسبيح و لصلوات على النبي والتهليل والدعاء للميت في الاختتامبعد ذلك قد يكون صاحب البيت يقدم للناس الطعام والشراب صدقة للميت أو لشكره بحضورهم ودعائهم للميتيجري ذلك مدة أسبوع في كل ليلة الأسئلة ما حكم تلك العادة؟ هل تلك العادة تخالف شريعة الإسلام؟ وهل تلك العادة هي المنهي عنها كما في حديث رسول الله في امتناع الاجتماع في بيت الميت بعد دفنه وامتناع تقديم الطعام؟وهل يمكن أن تذكر أسباب الورود ذلك الحديث وكيف حاله صحيح أو ضعيف أو غيره؟ شكرا على إجابتكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يفعل من الاجتماع في بيت الميت لقراءة القرآن والأذكار عمل غير مشروع، ولم ينقل عن السلف فعله، وإنما هو من المحدثات، والمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على الميت ثم دفنه والاستغفار والدعاء له بعد دفنه ثم الانصراف، والخير كل الخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم، فما ترك خيراً إلا ودل عليه، ولا شراً إلا وحذر منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقد اتفقت المذاهب الأربعة المتبوعة على أن اجتماع الناس على طعام بيت الميت أمر مكروه مخالف للسنة، واستثنى الحنابلة الضيوف فيجوز إطعامهم.
فالسنة أن يقدم الطعام لأهل الميت لا أن يصنعوه وينشغلوا به زيادة على انشغالهم بمصابهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم. رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. رواه أحمد.