عنوان الفتوى : طلب المرأة الطلاق بسبب سوء عِشْرَة زوجها لها
تزوجت في عام 2020م، زوجي تقليدي، عشت معه أربعة أشهر، ثم دخل السجن مدة سنتين وأربعة أشهر، ثم خرج من السجن.
معاملته لي لا أعرف كيف أصفها! كأنني متزوجة وغير متزوجة، حينما تأتيه الشهوة يأتيني، وغير ذلك، فلا. تناقشت معه في هذا الأمر فقال: افعلي ما تريدين، اعتبريني ميتًا، طلبت منه الطلاق فرفض. فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من سؤالك أن زوجك يعاملك معاملة سيئة، فيها نوع من الجفاء، وسوء العشرة، وأنك لأجل ذلك طلبت الطلاق، فإذا كان الأمر كذلك، فإن مما قرره الشرع وأمر به الأزواج أن يحسنوا عشرة زوجاتهم، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}، والعشرة بالمعروف تشمل كثيرًا من المعاني الحسنة والصفات الجميلة.
قال الجصاص في أحكام القرآن: وقوله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، جرى مجرى ذلك نظير قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان... انتهى.
وروى الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
ونوصيك بالدعاء بأن يصلح الله -عز وجل- من حاله، فرب دعوة صالحة منك يستجيب لها الله سبحانه، فيغير حياته، فهو على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، ولا تيأسي، بل أحسني الظن بربك فهو عند ظن عبده به.
والمرأة إذا كانت متضررة من زوجها، فلها الحق في طلب الطلاق، ولكن لا ينبغي أن يغيب عن ذهنها أنها قد تُقْدِم على طلب الطلاق، ويستجيب زوجها، ويطلقها، وتندم بعدها، ولا سيما إن كان لها منه أولاد، ولذلك ينبغي الصبر والتروي، والاستمرار في بذل النصح برفق ولين، والاستعانة بالعقلاء من الأهل عند الحاجة لذلك.
والله أعلم.