عنوان الفتوى : طلبت من زوجها الرحيل عن البيت والطلاق بسبب كذبه عليها وتقصيره في حقوقها
أنا مقيمة في الخارج، وقد تزوجت شخصا، وأحضرته إلى هنا. قبل زواجنا سألته إذا كان على علاقة مع بنات؟ قال: لا، وحلف أنه لم يكن يوما مع أي فتاة.
لما أصبح معي صار يعاملني ببرود، ولا يعمل، ولا يساعدني في البيت، ولا يعطيني حقي الشرعي، ولا يتكلم مع أهله أمامي.
بدأت أشك في نواياه، فتشت هاتفه؛ فوجدت صورة له مع فتاة في سيارته بالليل، ونفس الفتاة كنت قد وجدت بينه وبينها محادثات، لكنه أنكر وجود علاقة بينهما. ولما واجهته بالصورة بعد شهر من المحادثات حلف أنها علاقة قديمة، فطلبت منه الرحيل؛ لأنه كذب علي. وبعد أربعة أشهر طلقني، لكنه قال لي إنني ظلمته، وإنني رميته بالشارع.
كل الفترة الماضية وأنا في دوامة مما فعلت هل ظلمته أو لا؟
أرجو منكم إفادتي هل ظلمته لما طلبت منه الرحيل والطلاق؛ لأنه كذب علي، وبسبب تصرفاته الباقية معي، أو لا؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيختلف الحكم في مسألة طردك لزوجك من البيت، باختلاف حالين:
الأولى: أن يكون البيت ملكا لك، فلك حينذ الحق في منعه من السكنى فيه؛ لأن المالك له الحق في التصرف في ملكه بما يشاء ما دام في حدود المباح شرعا.
قال ابن النجار في شرح الكوكب المنير: وهي قاعدة عامة في الشريعة: أن المالك له حرية التصرف في ملكه.... انتهى.
الثانية: أن لا يكون المسكن ملكا لك، بل ملكا لزوجك، أو كان مستأجرا له ونحو ذلك. فطردك له منه أمر محرم، ومنع صاحب الحق حقه فيه ظلم له بلا ريب.
ويستوي في ذلك ما إن كان زوجك مستقيما صالحا قائما بحقوقك، أم كان مسيئا للعشرة ومقصرا في حقك، فليس لك الحق في طرده، ولكن لك الحق في رفع الأمر للقضاء الشرعي، وما يقوم مقامه كالمراكز الإسلامية في الغرب؛ ليوقفه عن إساءته، ويزيل عنك ضرره.
وهذا فيما يتعلق بالطرد من البيت.
وأما طلبك الطلاق، فإن كنت متضررة من البقاء معه، فلك الحق في طلب الطلاق.
قال الشيخ خليل في مختصره: ولها التطليق بالضرر البين. انتهى.
وما ذكرت من سؤالك له عن ماضيه إن كان له علاقة مع فتاة أو لا، فهذا خطأ ترتب عليه خطأ أعظم وهو وقوعك في التجسس بالبحث في هاتفه بغير علمه، والتجسس محرم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا.... {الحجرات:12}.
وإن كان زوجك السابق يسيء التعامل معك، أو يمنعك شيئا من حقوقك، فهو مسيء إساءة عظيمة، فالزوج مأمور بحسن عشرة زوجته وأداء حقوقها، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وقال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
والله أعلم.