عنوان الفتوى : التأمين على دعاء من يخطب بالأعجمية
أنا مغترب في بلد غير عربي.عقب انتهاء الخطبة في صلاة الجمعة، يدعو الخطيب ويبدأ دعاءه بالعربية، ثم يكمل بلغة أهل البلد، وأنا لا أفهمها.
فما الحكم في ذلك: هل أُؤمِّن على دعائه حتى لو لم أفهم الدعاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنَّ الخطيب يدعو في خطبة الجمعة بالخير، وكونك تؤمن على دعائه رغم أنك لا تفهم ما يقول، لا يضرُّك -إن شاء الله تعالى- ونرجو أن يشملك الخير الذي يسأل الله -تعالى- إياه، بتأمينك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وَالدُّعَاءُ يَجُوزُ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَبِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ قَصْدَ الدَّاعِي وَمُرَادَهُ وَإِنْ لَمْ يُقَوِّمْ لِسَانَهُ. فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ضَجِيجَ الْأَصْوَاتِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَاتِ، عَلَى تَنَوُّعِ الْحَاجَاتِ. انتهى.
والتأمين على الدعاء دعاء، لذلك ينبغي لك أن تؤمِّن على دعاء الخطيب سواء كان دعاؤه بالعربية أو بغيرها، بناء على أن الأصل في التأمين على الدعاء أنَّه سنة.
فعن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شيء مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى آمِينَ؛ فَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ آمِينَ. رواه ابن ماجه وغيره، وصحَّحه ابن خزيمة.
وقال صلى الله عليه وسلم: لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ، وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلَّا أَجَابَهُمُ اللهُ. رواه الحاكم وغيره، وسكت عنه الذهبي.
والله أعلم.