عنوان الفتوى : تأخير صلاة الجمعة والقيام بثلاث خطب متوالية بلغات مختلفة
أسكن في بلد أوروبي، في مدينة فرعية، وليس فيها إلا مسجد واحد، وهو في الأصل بيت من طابقين تم تحويله إلى مسجد، ويحضر الجمعة أجناس مختلفة؛ من عرب، وناطقين بالإنجليزية، وناطقين بلغة أوروبية أخرى. فيقوم الإمام بإلقاء الخطبة الأولى بالعربية، ثم يجلس، ويأتي أخ آخر ويلقي خطبة بالإنجليزية، ثم يذهب هذا الأخ ويجلس، فيقوم الخطيب الأول فيلقي خطبة بلغة أهل البلد. فلدينا خطيبان، وثلاث خطب. فاستنكرت ذلك، ولكنني لم أرد أن أتكلم بغير علم، وكذلك يؤخرون صلاة الجمعة عن موعدها بحوالي: 45 دقيقة، بحجة مواعيد العمل، والدراسة، لكي يجتمع الناس، ويتمكنوا من أن يصلوا صلاة العصر بعد ذلك بحوالي نصف ساعة، فتجتمع الصلاتان في وقتين متقاربين.
أفتونا بارك الله فيكم. فقلبي يضيق من الاستمرار في هذا الأمر دون دليل وتثبت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما تأخير الصلاة هذه المدة: فلا حرج فيه -ولا سيما إن كان لمصلحة الجماعة، وتكثير سواد المصلين-؛ فإن وقت الجمعة ممتد إلى دخول وقت العصر باتفاق، وإن كانت السنة المبادرة بالجمعة، وفعلها عقب الزوال مباشرة.
وأما ما يفعل من صورة الخطبة المذكورة، فأمر غير مشروع، والذي ينبغي أن يقوم الخطيب، فيخطب بالعربية، ثم يصلي بالناس، ثم يكون فيهم من يترجم مقاصد الخطبة باللغات الأخرى بعد الفراغ من الصلاة، لمن أراد الاستماع.
وقد ناقشنا ذلك، ووضحناه مُفَصَّلًا في الفتوى: 114520.
والله أعلم.