عنوان الفتوى : شروط الإمام والخطيب
أنا أسكن في قرية ليس بها إمام خطيب، وطلب مني أهل القرية أن أصعد فوق المنبر؛ لأن المسؤول في الوزارة طلب منهم أن يقدموا مدرسا. فطلبوا مني ذلك، لكني لست مؤهلا لأكون إماما خطيبا.
والآن يوجد من يخطب بالناس، ولديه أخطاء كثيرة -لغويا وشرعيا-، ولا يجيد الخطابة. فهل أنا آثم برفضي الصعود على المنبر؟
وقال لي البعض بأنه واجب عليَّ الصعود لتقديم المصلحة. فبم تنصحونني -أثابكم الله-؟
مع العلم بأن الإمام الحالي أيضا مُصِرٌّ أن أتقدم أنا لخطبة الجمعة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي أن يتقدم للإمامة؛ سواء في الجمعة، أو غيرها من يخطئ في القراءة؛ لأنه ربما ترتب على إمامته عدم صحة الصلاة، إذا أخطأ في الفاتحة خطأ يحيل المعنى أو يبطله، وكذا إذا لم يكن عنده علم شرعي، وتقدم لخطبة الجمعة، فإنه ربما أخل بشيء من أركانها، وربما أضل الناس بغير علم، فحرَّم حلالا، أو أحلَّ حراما، أو غير ذلك، ومع ذلك فمن حيث صحة الخطبة والصلاة، فمن أتى بأركان الخطبة، فخطبته صحيحة، وقد سبق بيانها في الفتوى: 115949.
ومن أتى بأركان الصلاة، فصلاته صحيحة، ولو أخطأ في القراءة، ما دام يقرأ الفاتحة قراءة مجزئة.
وعليه؛ فإذا كان ذلك الخطيب الذي أشرت إليه يأتي بأركان الخطبة والصلاة؛ فلا إشكال في صحة الصلاة خلفه، ولا يجب عليك أن تخطب أنت بهم الجمعة، ويبقى النظر في المفاضلة بينك وبينه.
وأما إذا كانت أخطاؤه لا تصح معها الخطبة أو الصلاة، ولم يوجد غيرك ممن تصح صلاته وخطبته، فإنه ربما يتعين عليك أن تخطب بالناس الجمعة؛ لأن إقامة الجمعة فرضٌ واجبٌ، ومن القواعد المقررة شرعا أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وإذا لم يوجد الأكفأ، فالأقرب إلى الكفاءة، وتحصيل ما هو أنفع مقدم على تركه.
وراجع للفائدة حول كيفية إعداد الخطبة، وبعض ما يتعلق بها الفتوى: 341323، وكذلك الفتوى: 111811. في الصفات المطلوبة في خطيب الجمعة.
والله أعلم.