عنوان الفتوى : لا يدعى المرء باسم أمه حيا ولا ميتا
هل صحيح أن دعاء الإنسان لأخيه المسلم الذي على قيد الحياة يكون باسم الأب أي أن نذكر اسمه واسم الأب وليس باسم الأم كأن نقول(يا رب وفق محمد بن سعيد) والمتوفى ندعو له باسم أمه كأن نقول (يا رب ارحم محمد بن فاطمة)أوأي دعاء آخر ..أفيدونا جزاكم الله خيرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي صح في الكتاب والسنة هو أن الإنسان يدعى باسم أبيه لا باسم أمه، سواء كان على قيد الحياة أو كان متوفى، قال الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ (الأحزاب: من الآية5)، وهذا عام في الحياة وبعد الموت، وروى أبو داوود وأحمد والدارمي من حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم. وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة، يقال هذه غدرة فلان بن فلان. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تعليقه على الحديث الأول: وفي هذا الحديث رد على من قال: إن الناس يوم القيامة إنما يدعون بأمهاتم لا آبائهم.... واحتج من قال بالأول بما روه الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن عبد الله الأودي قال: شهدت أبا أمامة -وهو في النزع- قال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره، ثم ليقل يا فلان بن فلان فإنه يسمعه ولا يجيبه، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله، فذكر الحديث، وفيه فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمه، قال فلينسبه إلى أمه حواء، ولكن هذا الحديث متفق على ضعفه، فلا تقوم به حجة فضلاً عن أن يعارض ما هو أصح منه...
وبهذا التعليق تعلم أن المرء لا يدعى باسم أمه حياً ولا ميتاً، وإذا لم يكن له نسب معروف، فإنه يدعى بعد الموت بما كان يدعى به حياً.
والله أعلم.