أرشيف المقالات

نصيحة نبوية لترسيخ العقيدة الإسلامية - عبد الله بن حمود الفريح

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كُنْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامِ! إنِّي أُعَلِّمُك كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك، إذَا سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك، وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوك إلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك؛ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»" ( رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [رقم:2516]) وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ التِّرْمِذِيِّ: «احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامك، تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُك فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَك لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك، وَمَا أَصَابَك لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَك، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».

لغة الحديث الشريف:

يا غلام: الغلام هو الصبي من حين فطامه إلى أن يكون عمره تسع سنين وقيل غير ذلك.
احفظ الله: بأن تلتزم تقواه، تطيع أوامره وتقف عند حدوده وتجتنب نواهيه.
يحفظك: في نفسك يصونك عما يضرك.
تجاهك: أمامك يعني تجد الله أمامك في النصر والتأييد.
استعنت: طلبت الإعانة.
رفعت الأقلام: أي تركت الكتابة بها فلا تقدير يكتب.
جفت الصحف: المراد بها الصحف التي يكتب بها المقادير أي أنها بعد رفع الأقلام جفت الصحف يعني أن كل شيء فيها لا يعدل.

فوائد مستنبطة من الحديث الشريف:
[1]- ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم للغلمان ونصحههم وتوجيهه لهم ووصيتهم.

[2]- إن من حفظ حدود الله تعالى والتزمها نال الخير كله وأعظمها معية الله تعالى.

[3]- طلب الإعانة أكملها يكون من الله جل وعلا فهو القوي الذي لا يغلب والنفع والضر لا يكون إلا بشيء قد كتبه الله تعالى.

[4]- الإيمان بالقضاء والقدر (ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) فلذلك يكون فيه تسلية له عند المصائب.

[5]- من علامات المؤمن المتعلق بربه أنه شديد الصلة بالله في الرخاء ومن نتائج ذلك سيجد النصرة في الشدة.

[6]- في الحديث بشارات:
• أن النصر مع الصبر .
• أن الفرج مع الكرب.
• أن اليسر مع العسر.

قواعد مستنبطة من الحديث الشريف:
[1]- قاعدة في الحياة: بقدر حفظ العبد لحدود الله تعالى ينال حفظ الله ومعيته.

[2]- قاعدة في طلب السعة: النصر مع الصبر والفرج مع الكرب واليسر مع العسر.

شارك الخبر

المرئيات-١