من ثمرات قيام الليل
مدة
قراءة المادة :
22 دقائق
.
قيام الليل شريعة ربانية، وسُنَّة نبوية، وسعادة روحانية، وقوة جسمانية، وهو مضمار المتسابقين، ورأس مال الصالحين، وأهم خصائص المتقين، وعمل الفائزين، وطريق السالكين إلى ربِّ العالمين.ولقد أمر الله نبيَّه بصلاة قيام الليل، فقال تعالـى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فاستجاب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فكان يقوم الليل حتى تورَّمت قدماه، وحَثَّ النبي أصحابه على قيام الليل، ورغَّب فيه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نِعْم الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل» [1]، قال سالم بن عبدالله بن عمر: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلَّا قليلًا.
وقال الحسن البصـري - رحمه الله -: (ما أعلم شيئًا يتقرَّب به المتقربون إلى الله من قيام الليل)، وكان أبو سليمان الداراني - رحمه الله - يقول: (والله، لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا ، ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتمُرُّ بالقلب ساعات يرقص فيها طربًا بذكر الله، فأقول: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيم عظيم)[2].
وقال يزيد الرقاشي - رحمه الله -: (ما أعلم شيئًا أقر لعيون العابدين في الدنيا من التهجُّد في ظلمة الليل)[3]، وقال محمد بن المنكدر - رحمه الله -: (ما بقي من لذَّة الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة)، وقال بعض الصالحين: (قيام الليل، والمُناجاة لله عز وجل، ليس من الدنيا؛ بل هو من الجنة، أُظهر لأهل الله تعالى في الدنيا لا يعرفه إلا هم، ولا يجدون سواه سعادةً وراحةً لقُلُوبهم)[4]، وقال بعض الصالحين: (ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل الانكسار والتذلُّل لله تعالى في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة)[5]، وقال آخر: (لو يعلم الملوك ما نحن فيه من النعيم لجَالَدُونا عليه بالسيوف)[6]، وصلى سعيد بن المسيب - رحمه الله - الفجر خمسين سنةً بوضوء العشاء، وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبَّة على مقلى، ثم يقول: (اللهُمَّ إن جهنم لا تدعني أنام)، فيقوم إلى مُصلَّاه، وبعد أن عمي يزيد بن هارون - رحمه الله - قيل له: ما فعلت عيناك؟ فقال: (ذهب بهما بكاء الأسحار)[7].
وقال الشاعر:
بكى الباكون للرحمن ليـــــلًا ** وباتوا دمعهم لا يسأمـــونا
بقاع الأرض من شوق إليهم ** تحِنُّ متى عليها يسجدونا
فضل قيام الليل
1- إنه من أعظم أسباب دخول الجنة:
فعن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انَجَفَلَ النَّاسُ قبله، وقيل: قدم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قدم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قدم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمثلاثًا، فجئت في الناس، لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذَّاب، فكان أول شيء سمعته تكَلَّم به أن قال: «يأيها الناس، أفْشُوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجن َّةَ بسَلامٍ»[8]، وانجفل الناس؛ أي: أسرعوا.
2- أنه من أسباب رفع الدرجات في الجنة:
فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ في الجنة غُرُفًا يُرى ظاهِرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، أعَدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألانَ الكلام، وتابع الصيام ، وأفشى السلام، وصلَّى بالليل والناسُ نيام»[9].
3- هو من أسباب تخفيف الوقوف يوم القيامة :
قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا * إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان: 26، 27] قال ابن عباس رضي الله عنهما: (مَنْ أحَبَّ أن يُهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة ، فليره الله في ظلمة الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة)[10]، وقال الإمام الأوزاعي – رحمه الله-: (مَنْ أطال القيام في صلاة الليل هوَّن الله عليه طول القيام يوم القيامة)[11].
4- شهد الله للقائمين بالإيمان الكامل:
قال تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 15 - 17].
5- هو أفضل الصلاة بعد الفريضة:
لما فيها من الإخلاص والمشقَّة والتدبُّر والتفكير والخشوع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ الصلاةِ بعد الصلاةِ المكتوبةِ قيامُ الليل» [12].
6- هو شرف المؤمن:
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قَالَ: جاء جبريل إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "يا محمد، عِشْ ما شئت فإنك ميِّت، وأحبِبْ مَنْ شئتَ فإنك مفارقه، واعمل ما شئتَ فإنك مُجازى عليه"، ثم قال: "يا محمد، شرف المؤمن قيام الليل، وعِزُّه استغناؤه عن الناس"[13].
7- المحافظة على صلاة القيام اصطفاء وتوفيق من الله، والقائمون ليسوا كغيرهم: قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9]، بل إن العصاه لا يستطيعون قيام الليل قال رجل لإبراهيم بن أدهم - رحمه الله -: إني لا أقدر على قيام الليل، فصِفْ لي دواء؟ فقال: (لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل! فإن وقوفك بين يديه بالليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف)، فمَنْ أطاع الله نهارًا شرَّفه الله بالقيام بين يديه ليلًا، وقال سفيان الثوري - رحمه الله -: (حُرِمْتُ قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته!)[14]، وقال رجل للحسن البصري - رحمه الله -: أعياني قيام الليل، فقال: (قيَّدَتْك خطاياك، إن العبد ليذنب الذنب فيحرم من قيام الليل وصيام النهار)[15]، قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: (إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فاعلم أنك محرومٌ مُكبَّل، كبَّلَتْك خطيئتُك)[16].
8- هو شكر للنعمة وتأسِّي بالنبي وتنفيذًا لوصيته صلى الله عليه وسلم:
فعن عائشة رضي الله عنها، قَالَت: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه: فقلتُ: لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» ؟![17]، وتتفطَّر؛ أي: تتشقَّق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك قيام الليل ولو كان مريضًا أو مسافرًا، فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قَالَ: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به[18]، وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد»[19].
9- هو قربة إلى الله، ومكفرة للذنوب، ومنهاة للآثام، ويشفي من الأمراض: فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد»[20]، قال ابن الحاج – رحمه الله-: (وفي القيام من الفوائد أنه يحطُّ الذنوب كما يحطُّ الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة، وينوِّر القبر ، ويُحسِّن الوجه، وينشط البدن)[21].
10- القائمون يكتبهم الله من الذاكرين والقانتين المخلصين والمقنطرين:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن استيقظ من الليل وأيقظ أهلَه فصلَّيا ركعتين جميعًا كُتِبا من الذاكرين الله والذاكرات»[22]، وعنه رضي الله عنه أنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صلَّى في ليلة بمائة آية لم يُكتَب من الغافلين، ومَنْ صَلَّى في ليلة بمائتي آية كُتِب من القانتين المخلصين»[23]، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومَنْ قامَ بمئة آيةٍ كُتِب من القانتين، ومَنْ قام بألفِ آيةٍ كُتِبَ من المُقنْطرين»[24]، والمقنطرون: هم الذين كُتِب لهم قِنْطار من الأجْرِ.
11- هو من أسباب استجابة الدعاء :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له» ؟))[25]، فهو وَعْد من الله باستجابة الدعوة ، وهذا الثلث من أفضل لحظات العمر، ويمُرُّ على العبد كل ليلة، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «الرجل من أُمَّتي يقوم من الليل، يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عُقد، فإذا وضأ وجهه انحلَّت عُقْدة، وإذا مسح رأسَه انحلَّتْ عُقْدة، وإذا وضأ رِجْلَيه انحلَّتْ عُقدة، فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسَه يسألني، وما سألني عبدي هذا فهو له»[26]، وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الساعة فكُنْ»[27]، وعن جابر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ في الليل لساعة لا يُوافِقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرة؛ إلا أعطاهُ إيَّاه، وذلك كل ليلة»[28].
12- هو ينهى صاحبه عن الذنوب والمعاصي:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ فلانًا يُصلِّي بالليل، فإذا أصبح سرق! فقال: «إنه سينهاه ما تقول»[29].
13- هو عون على مواجهة التكاليف والمشاقِّ العظيمة:
(إن الله سبحانه وتعالى حينما انتدب رسوله صلى الله عليه وسلم قال له: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 1 - 5]، فكان الإعداد للقول الثقيل والتكليف الشاق والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن).
14- هو سبب لمحبَّة الله وضحكه، ومن ضحك الله له لن يحاسبه:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ يحبُّهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل، فإمَّا أن يُقتَل، وإمَّا أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا، كيف صبر لي بنفسه؟! والذي له امرأة حسنة وفراش ليِّن حَسَن، فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكُرني، ولو شاء لرقد، والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركب، فسهروا ثم هجعوا من السحر في ضراء وسراء»[30].
وعن نعيم بن همار الغطفاني رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وإذا ضحك ربُّك إلى عبد في الدنيا فلا حسابَ عليه»[31].
15- هو من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلًا قام من الليل وأيقظ امْرأتَه فصَلَّت، فإن أبَتْ نَضَح في وجهها الماء، ورحم الله امْرأةً قامَتْ من الليل فصَلَّت، وأيقظَتْ زوجَها فصلَّى، فإن أبى نضَحَتْ في وجهه الماء»[32].
قال المباركفوري - رحمه الله – قوله: "رحم الله" خبر عن استحقاقه الرحمة، أو دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم له بالرحمة.
16- أصحاب قيام الليل يكتسبون نورًا في وجوههم:
قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: 38، 39]، قال القرطبي في تفسيرها: قال ابن عباس رضي الله عنهما (من قيام الليل)[33]، وقال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: (إنَّ الرجل ليُصلِّي بالليل فيجعل الله في وجهه نورًا يحبُّه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قَطُّ، فيقول: إني لأُحِبُّ هذا الرجل!)[34]، وقيل للحسن البصري - رحمه الله-: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ فقال: (لأنهم خَلَوا بالرحمن، فألبَسَهم نورًا من نوره)[35].
17- هو سبب لانشراح الصدر وسعادة القلب :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يعقدُ الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقُدْ، فإذا استيقظَ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضَّأ انحلَّت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيَّب النفس ، وإلَّا أصبح خبيث النفس كسلان»[36]، قال عطاء الخرساني – رحمه الله-: (إنَّ الرجل إذا قام من الليل متهجدًا أصبح فرحًا يجد لذلك فرحًا في قلبه، وإذا غلبته عيناه فنام أصبح حزينًا منكسر القلب، كأنه فقد شيئًا، وقد فقد أعظم الأمور له نفعًا)[37].
18- هو سبب من أسباب المحافظة على صلاة الفجر في جماعة:
خصوصًا من قام في الثلث الأخير من الليل.
أخي المسلم، إن اعتدت قيام الليل فستتغيَّر حالُك إلى أفضل حالٍ.
أخيرًا:إذا اشتدت بك الكروب، وضاقت بك الحِيَل، فلا سبيل إلا قرع باب الملك الذي بيده مقاليد كل شيء، والقيام بين يديه ومناجاته في جُنْح الليل، ومَنْ ذاقَ عَرَف.
[1] متفق عليه، البخاري ، باب فضل قيام الليل: 1/ 1070.
[2] كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم: 10/ 15.
[3] كتاب رهبان الليل للعفاني: 1/ 527.
[4] كتاب مختصر قيام الليل للمقريزي.
[5] كتاب رهبان الليل للعفاني: 1/ 527.
[6] كتاب الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل لرقية بنت محمد المحارب، ص 25.
[7] كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل.
[8] أخرجه ابن ماجه، وصحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 569.
[9] رواه أحمد وابن حبان والترمذي، وحسَّنَه الألباني في صحيح الجامع 2/ 220 برقم 2119.
[10] تفسير الطبري: 23/ 200.
[11] كتاب البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 117.
[12] رواه مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم برقم 1163.
[13] رواه الحاكم والطبراني، وحسَّنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 831.
[14] كتاب تنبيه المغترين للشعراني.
[15] كتاب التبصرة لابن الجوزي 1/ 145.
[16] كتاب مختصر قيام الليل للمقريزي.
[17] رواه البخاري، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه 1/ 1078.
[18] متفق عليه؛ البخاري، باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلوات وقبلها 1/ 1053.
[19] رواه الترمذي والحاكم والبيهقي، وحسَّنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/ 187، وفي إرواء الغليل 2/ 199 برقم 452.
[20] رواه الترمذي والحاكم والبيهقي، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/ 187 وفي إرواء الغليل 2/ 199 برقم 452.
[21] كتاب فيض القدير للمناوي 4/ 351.
[22] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع برقم 6030.
[23] رواه ابن خزيمة والحاكم، وصحَّحَه الألباني في صحيح الترغيب برقم 636.
[24] رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/ 263، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 643.
[25] رواه مسلم باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (758).
[26] رواه أحمد وابن حِبَّان، وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره، برقم 631.
[27] رواه الترمذي وابن خزيمة، وصحَّحَه الألباني في صحيح الترغيب برقم 628.
[28] رواه مسلم، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء (757).
[29] رواه أحمد والبيهقي، وصحَّحَه الألباني في مشكاة المصابيح برقم 1237.
[30] رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 629.
[31] رواه أحمد وأبو يعلى، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 1371 ج2.
[32] رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع برقم 3488، وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم 625.
[33] تفسير القرطبي عند تفسير سورة عبس.
[34] كتاب الصلاة والتهجد لابن الخراط.
[35] كتاب مختصر قيام الليل للمقريزي.
[36] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصحَّحَه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 613 ج1.
[37] كتاب مختصر قيام الليل للمقريزي.
___________________________________________________
الكاتب: د.
خالد أحمد عبدالساتر