عنوان الفتوى : الحق أحق أن يتبع
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً أعمل في مؤسسة معظم موظفيها من المسيحيين والأجانب، قبل فترة وجيزة هداني الله وتحجبت وأصبحت مداومة على الصلاة حتى في مكان عملي، وبالطبع هذا فضل من الله سبحانه أشكره عليه ليلا ونهاراً، حيث إنني لم أكن أتوقع أن أصل لهذه المرحلة في حياتي ولكن رحمة الله أوسع مما نتخيل دائماً. سؤالي هو: أنني لست على قدر كاف من التفقه في الدين وأنا حالياً أحاول كل جهدي أن أحصل على معلومات كثيرة وأقرأ دائماً حتى أفقه نفسي في الدين، ولكي أكون قادرة بإذن الله تعالى على نشر الدعوة، حيث علمت أن المؤمن عليه واجب نشر الدعوة، ولكني حتى أصل للدرجة الكافية من التفقه احتاج إلى الإجابة عن بعض الأسئلة التي تساعدني في وقتى الحاضر لأنني أتعرض لكثير من الأسئلة من هؤلاء غير المسلمين عن الدين وخاصة أنهم فوجئوا عندما تحجبت، وأريد أن أعرض عليكم بعض الأسئلة، وأرجو منكم مساعدتي فيها، وأرجو أن تكون الإجابة شافية ومقنعة وبسيطة جداً لأن المواقف التي أتعرض فيها للأسئلة لا تسمح بأن أسرد قصص مثلاً أريد إجابات مختصرة جداً ولكن بنفس الوقت شافية، علها تساعد هؤلاء القوم على فهم الدين والتقرب منه بإذن الله، ومن أمثلة على هذه الأسئلة: 1- لماذا المرأة في الإسلام ترتدي الحجاب، ما معنى أن تغطي رأسها، ما معنى أن تلبس فضفاضاً والكل يعرف ما هو شكل المرأة إذن لماذا تخفيه؟ 2- لماذا تصلون 5 مرات في اليوم، هذا إرهاق عليكم وخاصة صلاة الصبح؟ 3- لماذا النمص حرام؟ 4- لماذا تعدد الزوجات؟ 5- أمور الميراث والشهادة في المحكمة؟ 6- لماذا لا تأكلون لحم الخنزير، عندما أخبرهم بأن هذا النوع من اللحوم يسبب الأمراض يقولون نحن نأكله من وقت طويل ولم يحصل لنا شيء، أرجو أن تجيبوني على أسئلتي هذه، وقبل أن أنهي أرجو أن تنصحوني بكتاب سهل يساعدني على تحقيق أهدافي، ويوصلني لدرجة جيدة من التفقه في أمور ديننا الحنيف، أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك أيتها الأخت الكريمة بما من الله عليك به من الهداية، ونرجو أن يقودنا وإياك إلى صراطه المستقيم.
وقبل الإجابة على هذه الأسئلة نريد أن أنبهك إلى أن عمل المرأة مع الرجال الأجانب لا يجوز، وخاصة إذا كان هؤلاء الرجال كفارا، فإذا كنت محتاجة إلى هذا العمل ولم تجدي غيره، فإنه يباح لك بشرط أن تتقيدي بالضوابط الشرعية، من عدم الخلوة بالرجال وعدم مصافحتهم والتستر والفرار من الاختلاط قدر الإمكان، وعدم الخضوع بالقول.
ثم ما سألت عنه من أحكام، فإنا كنا قد أجبنا عنها أو عن أكثرها في فتاوى مفصلة ومقنعة، وسنحيلك على أرقامها لترجعي إليها وتطالعيها، فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ [الأنعام:89]، فلا يجرمنك تعنت أولئك الكفرة عن الحق على طلب شيء وراء الحق، فالحق أحق أن يتبع، وما وراء الحق هو الباطل، فأما حجاب المرأة فراجعي موضوعه في الفتوى رقم: 19026، وراجعي علة تحريم النمص في الفتوى رقم: 20855، وتعدد الزوجات في الفتوى رقم: 2286.
وأمور الميراث والشهادة في كل من الفتوى رقم:13494، والفتوى رقم: 33323، والحكمة من تحريم لحم الخنزير في الفتوى رقم: 9791.
وأما عن خمس صلوات في اليوم وأنها مرهقة وشاقة، فجواب ذلك أن للصلاة مكانة عالية في الإسلام، ولا بد من إعطائها ما تستحقه من العناية، ومن طلب معالي الرتب في الدنيا فلا بد أن يجهد نفسه فكيف بطلب رتب الآخرة، ويكفي لتبرير فعلها والمواظبة عليها أن الله أمر بها وحض عليها تحضيضا، ومن يريد الثواب من عند الله فلا بد أن يطيع الله.
ثم ما طلبت من الكتب المبسطة فإنها كثيرة جداً، ولك أن تختاري منها الكتب التالية: (رياض الصالحين- شرح الأربعين النووية- شرح العقيدة الطحاوية- الرحيق المختوم في السيرة- تفسير ابن كثير...).
والله أعلم.