عنوان الفتوى : مسائل في مناظرة أهل الكتاب
ما حكم مسلم كان في مناظرة بين شخص نصراني، وقال له المسلم إنه مسيحي أكثر منهم؛ بسبب أنه اتبع تعاليم المسيح عليه السلام الذي بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم. حتى أن الأمر موجود بكتابهم المحرف وأمر باتباعه حين قدومه؟ يعني أنه لم يقصد نسبة نفسه إلى ديانتهم المحرفة وأيضاً يقتبس أحياناً من كتابهم ليريهم التناقض الموجود فيها، ويكون كلام كفر في بعض الأحيان. فما حكم نقل الكلام هنا، أو يأمرهم ويقول: اقرأ الصفحة كذا من كتابك ويكون فيها كفر أو إساءة للأنبياء. فهل يكون هذا حكمه كالأمر بالكفر علماً أنه كان سبباً في دخول الكثير من النصارى إلى الإسلام بسبب أسلوبه الذي يستخدمه معهم .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن مناظرة أهل الكتاب لا يجوز أن يتصدى لها إلا من تضلع من العلم الشرعي، وكان واثقا بقدرته على مجادلة هؤلاء وإقامة الحجة عليهم، ثم إن حكاية الكفر ليست كفرا، وأمره إياهم بقراءة هذه الصفحات ليبين لهم وللحضور تحريف ما هم عليه من الدين لا حرج فيه، بل هو فعل مشروع، وقوله لهم إنه مسيحي أكثر منهم يريد بذلك أنه هو التابع للمسيح على الحقيقة؛ لكونه يتبع المسيح الذي بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويؤمن بكونه كلمة من الله، وروح منه، وليس هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة، فهذا كلام لا حرج فيه ما دام وجهه معلوما.
ونكرر نصحك بترك الوساوس وعدم الاسترسال معها لما يفضي إليه الاسترسال مع الوساوس من الشر العظيم.
والله أعلم.