عنوان الفتوى : كتابة مقالات عن الأفلام التي شاهدها المرء
أنا شاب عمري 19 عامًا، أشاهد الأفلام والمسلسلات منذ أن كنت صغيرًا -أصغر من 5 سنوات-، إلى أن تاب الله عليّ.
وأصبحت لديّ عادة منذ فترة لا بأس بها من الزمن، وهي أن أكتب مقالاً، أو مراجعة مدح أو ذم على الفيسبوك لبعض تلك الأعمال السينمائية، فهل عليّ إثم في كتابة هذه المقالات؟ فأنا لا أضع أي صور تحتوي على نساء، ودائمًا ما أقوم بالتنبيه عن أن الفيلم قد يحتوي على مشاهد خارجة، وإن كان عليّ إثم، فلماذا؟ فأنا لم أفعل شيئًا إلا إبداء رأيي، ولم أرغم أحدًا على المشاهدة، وكلهم واعٍ، ولديه عقل، ويعرفون حكم مشاهدة مثل هذه الأعمال.
وأحيانًا أشاهد بعض الأفلام على شاشة التلفاز، فيشاركني أخي المشاهدة؛ لأننا نعيش في نفس الغرفة، فهل أحمل إثم مشاهدته؟ مع العلم أنني أخبرته أنني بريء من ذنبه، وقد بينت له من قبل حكم المشاهدة، والأفلام تكون من النوع الذي يخلو من المشاهد الخارجة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما كتابة تقارير عن تلك الأعمال:
فإن كانت تشتمل على تعريف بها لمن لا يعرفها، وإغراء بمشاهدتها بمدحها، والثناء عليها؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه إعانة على الإثم والعدوان، وقد قال الله جل ذكره: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وإن كانت بغرض التحذير منها، وبيان ما اشتملت عليه من باطل وضلال؛ فهذا خير لا بأس به، بل تثاب عليه بالنية الطيبة.
وهذا فيما إذا اشتملت تلك الأفلام على منكرات من دعوة لأفكار هدّامة، أو عرض للفواحش، وتزيين لها، ونحو ذلك.
وأما إذا فرض خلوّها من ذلك، وكانت أفلامًا هادفة، مشتملة على الخير، داعية إليه، خالية من المنكرات؛ فلا حرج في الترويج لها.
وهكذا يقال فيما تشاهده منها:
فإن اشتمل على منكر، لم تجز لك مشاهدتها، ووجب عليك التوبة من ذلك، ونهي أخيك عنه كذلك.
ولا تحمل إثم أخيك، إذا شاهد ما لا يجوز، إذا نهيته عن ذلك؛ إذ كل نفس بما كسبت رهينة.
والله أعلم.