أرشيف المقالات

ماذا قدمت لولدك - حسين عبد الرازق

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كم من والدٍ ألقى بأبنائه في بيئة كُفرٍ وفِسقٍ، وانصرفَ عنهم يعملُ ليلا نهارا
ثمُّ هو يتعجّبُ كيف ألحدُوا كيف فسقوا كيف...؟ 
مَن كان مُضطّرًا لمثل هذه البيئة فليتقِ اللهَ في أبنائه، وليُعطهم الوقت والاهتمام والرعاية والصيانة، وليجتهد في إصلاحهم ما استطاع وليُعلّمْهم مُحكماتِ دينِهم وليكُن لهم أسوةً وقدوة وليبحثَ لهم عمّا يكون سببا في هدايتهم إلى طاعة الله ويصرفهم عن معاصيه
ولا يُكلّف الله نفسًا إلا وًسعها، واللهُ يتولّى الصالحين، ويزيدُ الذين اهتدوا هُدى

فإن لم يكنْ مُضطّرًا للبقاء في تلك البيئة فأرضُ اللهِ واسعةٌ
وليس عند المسلم أغلى من دِينِه ودِين ذُريّته أبنائه وأحفاده ومَن بعدَهم..
وكم من أُسرةٍ هناك تعيشُ استقامةً ويسارعون في الخيرات
وكثيرٌ من المسلمين هناك يقومون بمشاريع عظيمة في الدعوة والتعليم والإصلاح يجتهدون في توفير بيئة صالحة لأنفسهم ولغيرهم فاللهم أعِنهم وسدّدهم. 
وكم ممن يعيشُ في بلاد الحرمين أو غيرها من بلاد المسلمين وهو وأهلُه وولدُه بعيدُون عن طاعة الله..غارقون في معاصيه
{والأرضُ لا تُقدِّسُ أحدًا إنما يُقدِّسُ الإنسانَ عملُه} 
ومما لا شك فيه أن بيئةً فيها المسلمون والمساجد والأذان والدروس وتقلّ فيها مظاهر إعلان الكفر والإلحاد والفسق = تكون أعونَ ان شاء الله على إصلاح الأبناء وتُسهّلُ التربية
فإن جزءًا عظيما من جهد الوالدين يُهدَر في مقاومة ما يُحيط الأبناء في المدرسة والشارع والنت والأصحاب.
فاستعن بالله
 فإن أعظم ما تفقَّدَه والدٌ في شأن ولدِه، وأعظمُ ترِكةٍ 
تلك التي ذكرها الله عن يعقوب عليه السلامُ: {إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُون} 
ولو أنّ والِدًا جمع الدنيا بما فيها لولده ولم يتفقَّد إيمانه، ولم يسْعَ في وقاية ولده من النار =فهو غاشٌّ لولده
وما يجمعه له من الدنيا لن يُغني عنه ولا عن ولده شيئا، بل يكون زيادةَ شرٍّ عليه، ولا يزيده غير تخسير. 
ولا يُغني عند الله إلا الإسلام والعمل الصالح.
فانظرْ ماذا قدّمت لولدِك من ذلك.
اللهم ربّنا اجعلْ  (لا إله إلا الله) كلمةً باقيةً في أعقابِنا إلى يوم الدّين يعملون بها ويدعون إليها

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن