عنوان الفتوى : العجز عن قضاء الفوائت بسبب ألم الوقوف
أعاني مما يشبه سلس البول، فتخرج قطرات بعد التبول، وأنا أدخل الحمام قبل ساعتين أو أقل من موعد الصلاة؛ حتى يتوقف خروج القطرات، وقبل الصلاة أغيّر ملابسي، وأتوضأ وأصلّي، وأُعرض عما أحسّ بأنه خروج للقطرات، وهكذا أفعل في غلب الصلوات إذا تبوّلت، فهل هذا هو الصحيح؟
وأعاني من آلام في مفاصلي لكني أتحمّلها في الصلاة حتى تنقضي، ولا يمكنني أن أصلي صلاة بعدها على التوالي، وكثيرًا ما تتراكم عليّ صلوات فائتة، فلا أستطيع أن أصليها على التوالي؛ بسبب ألمي الذي يزعجني، ويجعلني أكسل عن قضائها، وإذا انتظرت حتى يرتاح جسمي بعد الصلاة الأولى، فغالبًا سوف أرتاد الحمام لأتبوّل؛ لأنني لم أتبوّل منذ ٣ ساعات تقريبًا - لما أعانيه من سلس، كما أخبرتكم في البداية- فهل يمكنني الصلاة جالسًا لقضاء فريضة، أو عدة فرائض؟ علمًا أن ألمي هذا يمكنني تحمّله قليلًا في الصلاة الثانية، ولكنه يزعجني، ويجعلني أكسل عن صلاتها، ويزداد بزيادة قيامي بأنشطة، أو أي شيء يحتاج لحركة، وبذل جهد للعضلات والمفاصل، وقد أتعبني الأمر جدًّا، فأفتوني -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فضابط سلس البول، قد بيناه في الفتوى: 119395، والفتوى: 136434.
والحاصل أنك إن كنت تجد زمنًا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة؛ فعليك أن تنتظر حتى تصلي فيه.
وإن كان السلس يعرض لك جميع الوقت، أو كان وقت انقطاعه غير معلوم -بأن كان يتقدم ويتأخر، ويطول ويقصر-، فتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، وصلِّ بوضوئك الفرض وما شئت من النوافل.
وإن كان يلحقك السلس لو صليت قائمًا، ولا يلحقك لو صليت قاعدًا، فإنك تصلي قاعدًا في قول الجمهور، وانظر الفتوى: 170803.
وإذا عجزت لألم يلحقك، وتضرر في بدنك عن قضاء الفوائت؛ فلك أن تنتظر حتى يزول الألم؛ فإن قضاء الفوائت يجب على الفور بما لا يضرّ ببدنك، أو بمعيشة تحتاجها، على ما هو مبين في الفتوى: 70806.
والله أعلم.