عنوان الفتوى : نصائح لمن أراد حفظ القرآن بإتقان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

من هم جميع المفسرين الذي يقوم العلماء بقراءة تفاسيرهم؟ فهناك ابن كثير، والطبري، والقرطبي، وأريد جميع المفسرين التفسير الصحيح.
وماذا يفعل من أراد حفظ القرآن بعد الخمسة أجزاء؟ وكيف يحفظ، ويتعاهد؟ وبماذا تنصحونني؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتفاسير القرآن كثيرة -والحمد لله رب العالمين-، لا يمكن حصرها، فما من عصر من عصور هذه الأمة إلا وقد برز فيه مفسرون لكتاب الله تعالى.

وقد اشتهر في اتجاهات المفسرين لونان من التفسير، هما: التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي:

فالتفسير بالمأثور هو: تفسير القرآن بالقرآن نفسه، أو بالسنة، أو بالآثار عن الصحابة والتابعين، حيث إن المفسر يعتمد على صحيح المنقول، والآثار الواردة في الآية، فيذكرها، ولا يجتهد في بيان معنى من غير دليل، ويتوقف عما لا طائل تحته، ولا فائدة في معرفته، ما لم يَرد فيه نقل صحيح.

ومن أشهر وأصح كتب التفاسير بالمأثور:

جامع البيان في تفسير آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري.

تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير.

معالم التنزيل للإمام البغوي.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للإمام ابن عطية الأندلسي.

الكشف والبيان للإمام أبي إسحاق الثعلبي.

النكت والعيون لأبي الحسن الماوردي.

الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي، وغيرها.

وأما التفسير بالرأي، فهو: تفسير القرآن بالاجتهاد، بعد معرفة المفسّر لكلام العرب، ومعرفة الألفاظ العربية، ووجوه دلالتها، ومعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ من آيات القرآن، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر، مع بعده عن الهوى، ونزعة التعصب.

ومن أشهر كتب التفسير بالرأي:

مفاتيح الغيب للفخر الرازي.

الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود.

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي.

وانظر الفتوى: 8600.

وأما بخصوص سؤالك عن نصيحة لمن أراد حفظ القرآن، ماذا يفعل؟ وكيف يحفظ، ويتعاهد؟

فنقول: إن أنفع نصيحة لمن أراد حفظ القرآن أن يستعين بالله تعالى وحده، وأن يشحذ الهمّة، ويقوّي العزيمة بما ورد من الترغيب في حفظ القرآن وتعلمه، وبما ورد في فضل القرآن وحملته، وأن يصحب شيخًا ماهرًا بالقرآن، يأخذ بإرشاداته، ويصحح عليه كل يوم ما يرى أنه قادر على حفظه، ولو كان آية واحدة، ثم يبقى يرددها طيلة يومه ذلك؛ حتى يحفظها حفظًا قويًّا راسخًا، ويفعل في اليوم التالي مثل ذلك.

وعليه أن يحرص على مراجعة وتعاهد ما حفظه كل يوم، ما دامت محفوظاته قليلة، في حدود ما ذكر في السؤال.

فإذا كثر ما حفظ، فليجعله أورادًا، يقرأ كل يوم منه وردًا، وليركز على آخر ما حفظ؛ حتى يرسخ.

وليكن ذلك كله بترتيب، فيخصّص وقتًا للحفظ، ويفضل أن يكون قبل الفجر، أو بعده مباشرة؛ فإن ذلك أفضل أوقات الحفظ، ويخصص وقتًا لمراجعة ما قد حفظ، وهكذا.

ولتعلم أن الصبر والاستمرار والمداومة -ولو على القليل- عوامل لا يستغنى عنها في هذا الباب؛ فهذه طريقة مجربة، حفظنا بها، وحفظ بها خلق لا يحصون كثرة.

وانظر لمزيد من الفائدة الفتاوى: 131365، 25821، 123717.

والله أعلم.