عنوان الفتوى : صفة قراءة القرآن المثاب عليها
أخواتي ينزعجن من صوتي عند قراءة القرآن، والأذكار، وخصوصا قراءة القرآن بالتجويد، ويقلن لي إن صوتي كريه، وإن علي أن أقرأ قراءة عادية، أو أقرأ في قلبي، وأنا عندما درست التجويد علمت أنه تجب قراءة القرآن بالتجويد على الذي درسه، فماذا يجب علي أن أفعل؟ وهل أقرأ القرآن، والأذكار بقلبي دون صوت؟ أم أتجاهل كلامهن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن القدر المجزئ في القراءة، والذي يحصل به حصول الثواب الموعود لك هو تحريك اللسان والشفتين بالقراءة، وإخراج الحروف من مخارجها، بشرط أن تسمعي نفسك عند الجمهور، فإذا حصل هذا القدر فلك ثواب قراءتك وذكرك، وأما مجرد الذكر والتلاوة بالقلب: فلا يحصل به الأجر الموعود على الذكر، وإن كان صاحبه مثابا، وانظري الفتويين: 143903، 290869
وإذا قرأت مع خفض صوتك إلى هذا الحد الذي لا يسمعه غيرك لم تؤذي أحدا، وأمكنك أن تأتي بما تعلمينه من أحكام التجويد وغيرها، فلا يشترط رفع الصوت الذي يتأذى به إخوتك لحصول الثواب، وانظري لبيان أقل ما يجزئ من النطق المعتبر لحصول الثواب الفتوى: 36872
ثم إن التجويد على قسمين، منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب، كما بيناه في الفتوى: 303964
فالذي ننصحك به هو ألا ترفعي صوتك بالذكر والتلاوة رفعا يتأذى به من حولك، لكن اقرئي بصوت تسمعين به نفسك، فيحصل لك ولإخوتك المقصود. والحمد لله.
والله أعلم.