عنوان الفتوى : جواز وصف الشيء الغامض بـ: الطلسم
السؤال
بعض الناس عندما يكتبون بخط غير مفهوم، يقولون عليه طلاسم، مزاحًا، تشبيهًا الكلام بأنه طلاسم؛ لأنه غير مفهوم بسبب الخط. ويقولون إن الأستاذ عليه فك هذه الطلاسم، أو يقول أنا خبير بفك الطلاسم، تشبيهًا للكلام غير المفهوم بالطلاسم، ولم يقصد أنه خبير بفك طلاسم السحر بل يقصد الكلام غير المفهوم.
وقد قرأت في المعجم أن: طِلَسْم، لغز، شيء غامض ومبهم: -طلاسم غريبة، - طِلَّسم عجيب. فكَّ طلاسمَ الشَّيء: وضَّحه وفسَّره وكشف أسراره.
وأيضا: لفظٌ يوناني لكل ما هو غامض مُبهَمٌ كالألغاز والأحَاجي. فما حكم هذا؟ وما حكم من كان يفعل هذا بدون تفكير، أي أنني كنت أقول هذه الألفاظ بدون تفكير ولم يكن في فكري أنه حرام. وأيضا ماذا إن كان الشخص ناسيًا أن معنى طلاسم هو السحر؟ وإذا تبت توبة عامة قبل تنبهي في هذا الموضوع، وعزمت وقتها عزمًا صادقًا أن لا أعود لشيء، ولكنني فعلت هذا بعدها وأنا غير منتبهة أنه حرام. هل توبتي العامة باطلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد وصف شيء بأنه طلسم، من باب التشبيه به في الغموض وعدم الوضوح، أو غير ذلك من أوجه الشبه، أمر سائغ، ولا محذور فيه شرعا. وهو تعبير مستعمل عند العلماء، فمن ذلك قول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: وفي تأمل القرآن وتدبره، وتفهمه، أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد. وبالجملة فهو أعظم الكنوز، طلسمه: الغوص بالفكر إلى قرار معانيه.
نزه فؤادك عن سوى روضاته فرياضه حل لكل منزه
والفهم طلسم لكنز علومه فاقصد إلى الطلسم تحظ بكنزه. اهـ.
وراجعي للمزيد، الفتويين: 341824 - 234622.
وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وترك التشاغل بها. وراجعي في علاج الوسوسة، الفتوى: 51601.
والله أعلم.