عنوان الفتوى : حبّ المرأة المسلمة رجلًا نصرانيًّا ورجاء إسلامه للزواج منه
السؤال
أعلم أن الفتاة المسلمة لا تتزوج من غير المسلم، لكنني أحببت شخصًا نصرانيًّا في بلاد المهجر، وأطمح من أعماق قلبي أن يصبح مسلمًا؛ لكي أصبح زوجته، ولا أعلم إن كان ما أريد شيئًا محرمًا. أريد جوابًا يشفي هذه الحيرة القاتلة بداخلي، وتقبلوا مني كل الاحترام والتقدير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في أن تتمني أن يدخل هذا الرجل في الإسلام، وأن ييسر الله عز وجل لك الزواج منه، ولا بأس بالدعاء بذلك.
فإن تم ذلك؛ فالحمد لله، وإلا فلا تشغلي نفسك بأمره، وسلي ربك أن يرزقك زوجًا صالحًا، ويسعدك بالعيش معه، وأن يهبك منه ذرية طيبة، تكون قرة عين لك وله، فأنت لا تدرين أين الخير.
ففوّضي الأمر لله؛ فهو أعلم بعواقب الأمور، وما تنطوي عليه النفوس، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ولمعرفة كيفية علاج العشق، انظري الفتوى: 9360.
وننبه إلى الحذر من العلاقات العاطفية قبل الزواج؛ فإنها باب للشر والفتنة، ولذلك حرمها الله سبحانه، وأبطل ما كان منها في الجاهلية، فقال: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء:25}، قال ابن الجوزي في زاد المسير: قال ابن عباس: مُحْصَناتٍ: عفائف، غير زوانٍ، وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ، يعني: أخلاَّء. كان الجاهلية يحرّمون ما ظهر من الزنى، ويستحلّون ما خفي. وقال في رواية أخرى: «المسافحات»: المعلنات بالزّنى. و«المتّخذات أخدَان»: ذات الخليل الواحد. وقال غيره: كانت المرأة تتخذ صديقًا تزني معه، ولا تزني مع غيره. اهـ.
ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 4220، والفتوى: 73503.
والله أعلم.