عنوان الفتوى : حكم قول: الصلاة والسلام على محمد سبب كل نعمة في الدين والدنيا...

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

سمعت أحد المشايخ يقول: الصلاة والسلام على محمد سبب كل نعمة في الدين والدنيا، والهادي إليها، وتدفع كل مكروه فيهما.
فهل يجوز هذا الكلام؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الكلام من الغلو المذموم الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل قوله: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله. أخرجه البخاري من حديث عمر -رضي الله عنه-.

ولا ريب أن بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم المنن على الأمة، وبه -صلى الله عليه وسلم- هدانا الله للخيرات، ووضح لنا طريق الجنات، كما قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ {آل عمران:164}.

وأما وصفه -صلى الله عليه وسلم- بأنه سبب كل نعمة دينية ودنيوية، ودافع كل ضر في الدين والدنيا، فلا ريب أنه من الغلو المذموم، لأن النعم الدينية والدنيوية صادرة عن رحمة الله -عز وجل- بخلقه ولطفه بهم، قال تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ {النحل:53}، والضر في الدين والدنيا إنما يدفعه الله -عز وجل- عن عباده كما قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ {الأنعام:17}. فنعم الدين والدنيا محض منة من الله صادرة عن رحمته بخلقه، ومن هذه النعم التي تفضل الله بها على خلقه؛ بل من أعظمها منته علينا ببعثة رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {آل عمران:164}.

والله أعلم.