عنوان الفتوى : قواعد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
السؤال
أنا شاب عمري 14 عاما، كنت قد قرأت مسبقا العديد من المقالات، وشاهدت الكثير من الفيديوهات التي تتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولله الحمد اقتنعت بأهميتهما.
لكن ومع الأسف، هنا في المغرب انتشرت الكثير من المنكرات، والتي يدَّعي أصحابها أنها حلال. كحلق اللحية، وسماع الموسيقى، والتبرج.
حاولت أن أبدأ بتغيير المنكرات التي أجدها بين أسرتي -سماع الموسيقى خصيصا-، لكن ومع الأسف، فإنهم لا يستمعون إليَّ، بل ولا يسمحون لي بالتكلم حتى في هذا الأمر بحجة أن هذا تشدُّد.
والله إن هذا مشكل، فإن لم أكن قادرا على تغيير المنكرات بين أسرتي، فكيف الحال مع الغرباء؟
مع العلم أنه من الممكن أن أتعرض للضرب، والسب، والسجن، وحتى القتل إن حاولت تغيير بعض المنكرات.
كما أنني أجد صعوبة في نهي الأكبر مني سِنًّا.
أفيدوني أرجوكم. ماذا عليَّ أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير، ورغبة فيه.
ثم اعلم أنه لا يلزمك أن يستجيب الناس لك، ولا أن يقتنعوا بما تقول، بل الواجب عليك هو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وبذلك تكون قد فعلت ما عليك. قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ {البقرة:272}، وقال: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ {الغاشية:21، 22}.
ثم اعلم كذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسقطان بخوف المفسدة، فإذا كان نهيك عن المنكر يؤدي إلى فساد أكبر، فليس لك أن تنهى والحال هذه، وكذا يسقط بخوف الضرر والأذى في النفس أو المال، فإذا خشيت أن تضرب أو تسجن لم يلزمك الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر، وانظر الفتوى: 200135.
وإذا تمهدت لك هذه القواعد زال عنك الإشكال والقلق، لكننا ننبهك إلى ضرورة التحقق من كون ما تنهى عنه منكرا يستوجب النهي، وأما مسائل الخلاف فإنه لا إنكار فيها، وتكون معرفة ذلك بطلب العلم الشرعي، وسؤال أهل العلم.
ومن ثَمَّ، فإن نصيحتنا المبذولة لك هي الاجتهاد في طلب العلم، وأنت لم تزل صغير السن، وأن تلزم حلق العلم، ومجالس العلماء حتى تعرف المعروف من المنكر، وتتعلم قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكون داعيا إلى الله تعالى على بصيرة.
نسأل الله أن يوفقك وينفع بك.
والله أعلم.