عنوان الفتوى : التعامل مع البنك الربوي بوجود مصرف إسلامي
السؤال
أنا سيدة مقيمة في فرنسا، عندي ولدان، وهما معاقان حركيا، والحمد لله على كل حال، أقيم في شقة بها غرفة واحدة، وصالون، تقدمت بطلب لتغيير السكن إلى سكن يلائم حالة أولادي، منذ أكثر من سنتين، فأنا أبحث عن سكن يناسب وضعية أولادي، فهما بحاجة لأن يكون لكل واحد منهما غرفة خاصة به، وبحاجة إلى حديقة حسب ما يقوله الأطباء، وأيضا يجب أن تكون الغرف في الطابق السفلي، ولكن لحد الآن لم يمنحوني سكنا ملائما يناسب وضعيتهما، ما دفعني للتفكير في شراء منزل عن طريق البنك الإسلامي، أو البنك الربوي؛ لأنه والله يا شيخنا الكريم نحن نعاني معاناة كبيرة معهما لضيق السكن، وأيضا لا ننام الليل؛ لأنه إذا استيقظ أحدهما في الليل يوقظ الآخر، ولا يعودان للنوم بسهولة، كما أنه لا يجب أن نصدر أي صوت -والله يا شيخ- حتى الذهاب إلى الحمام في الليل استصعب علينا؛ لأننا نخاف إيقاظهما.
سؤالي هو: ما رأيك في البنك الإسلامي هنا في فرنسا؟ وهل تعاملاته جائزة وليست ربا؟ لأنه يوجد كثيرون يقولون بأنه ربا.
وهل يجوز في وضعيتي هاته أن أتعامل مع البنك الربوي؟ مع أني كنت رافضة تماما حتى مجرد التفكير فيه، ولكن تعبت من هاته الوضعية يا شيخنا الفاضل: أرجو أن تنورني يا شيخ، وبارك الله فيك، وجزاك الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسرك أمركم، وأن يفرج كربكم، وأن يكون ما ذكرتم من البلاء في ميزان حسناتكم .
وأما مسألة التعامل مع البنك الإسلامي هناك، فالحكم ينبني على الطريقة التي تتم بها المعاملة. ما هي شروطها؟ وكيفيتها؟
وعلى كل حال، فالاصل في معاملات المسلمين الحل والجواز، وإذا فرض وجود شبهة، فبعض المعاملات التي تُمنَع للشبهة تبيحها الحاجة.
وبناء على ما ذكرته من الحاجة التي تعانينها، فلا حرج عليك في التعامل مع البنك الإسلامي مطلقا.
وأما معاملة البنوك الربوية بالاقتراض منها بالربا لشراء بيت ونحوه، فلا يجوز إلا لضرورة، ولا ضرورة إلى التعامل معه مع وجود البنك الإسلامي.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: ... ويحرم التعامل مع البنوك الربوية في جميع المعاملات المحظورة شرعًا. ويتعين على المسلم التعامل مع المصارف الإسلامية إن أمكن ذلك؛ توقيًا من الوقوع في الحرام، أو الإعانة عليه.
ثالثا- يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلامي أن يتعامل مع المصارف الربوية في الداخل أو الخارج، إذ لا عذر له في التعامل معها مع وجود البديل الإسلامي، ويجب عليه أن يستعيض عن الخبيث بالطيب، ويستغني بالحلال عن الحرام. انتهى.
والله أعلم.