عنوان الفتوى : سفر المرأة بغير محرم مع رفقة مأمونة للدراسة
السؤال
أنا في الصف الأول الثانوي، ودائمًا من الأوائل -والحمد لله-، بل الأولى على مدرستي والمحافظة، ودائمًا ما تظهر أمامي فرص لمنح مؤقتة خارج أو داخل مصر، لكني في تردد شديد -أنا ووالدي- بسبب الخوف من التحريم.
آخر منحة ظهرت أمامي برنامج مكثف لمدة شهر لدراسة العلوم المختلفة والتكنولوجيا، ولكن المنحة تقام في أربع دول: مصر، أو الهند، أو البرازيل، أو أمريكا، وإذا تم قبولي فسيكون اختيار الدولة عشوائيًّا، فهل من المحرم التقديم على المنحة؟ وهل يحرم السفر لمثل هذه المنح حتى لو برفقة مجموعة كبيرة من الطالبات، والمنظمين العاملين في الجهات المسؤولة عن طريق الطائرة التي فيها أمن في طريق السفر؟
وإذا كان الأمر غير جائز، فإني أشعر بضيق شديد في نفسي، ودائمًا ما أبكي بسبب هذا، وأقول: لماذا يا الله وضعت في نفسي هذا الحب والشغف للعلم، ما دام أني لن أستطيع تحصيله بالقدر الذي أريده؟ وكيف أتخطى هذا الشيء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكرت من رغبتك في هذه الدراسة، فاجتهدي في أن يسافر معك محرم؛ امتثالًا لما جاء به الشرع من اشتراط رفقة المرأة لأحد محارمها في السفر.
فإن لم يكن من سبيل لذلك، وكنت في حاجة لهذه الدراسة، وتأمنين على نفسك الفتنة، فلا حرج في العمل بقول من ذهب من أهل العلم إلى جواز سفر المرأة بغير محرم مع رفقة مأمونة، وللاطلاع على أقوالهم بهذا الخصوص، يمكن مطالعة الفتوى: 173927.
وبناء عليه؛ فلا بأس بالتقديم لطلب هذه المنحة.
وننبه إلى أن الكلام الذي ذكرتِه في نهاية سؤالك يخالف الأدب مع الله، والتسليم لأقداره، فإنه سبحانه له الحكمة البالغة في شرعه، وقدره، فما يقضيه لعبده فيه خير له، وإن بدا له أن الأمر على خلاف ذلك. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 409045.
والله أعلم.