عنوان الفتوى : الاعتماد على التقاويم في تحديد أوقات الصلوات
أنا الآن لا أعلم صحة مواقيت الصلاة في بلدي (الأردن)، حسب التقويم الذي تنشره وزارة الأوقاف، الذي لم يتغير منذ فترة طويلة، بعد أن قرأت للشيخ الألباني أنه قال: إن الفجر الصادق يظهر بعد الأذان في العاصمة عمّان بفترة؛ لتحريه هو ذلك من منزله، فقمت أنا بتحري الفجر الصادق، وظهر لي بعد 45-50 دقيقة من الأذان، لكن أليس التحرّي من المنزل قد لا يكون دقيقًا لوجود أضواء صادرة من المدينة؟ علمًا أني حاولت تحرّي الأوقات الشرعية، وتبيّن لي العصر والمغرب، أمّا العشاء والظهر فصعب عليّ تحريهما، مع العلم أن جميع المساجد تقريبًا تعتمد على هذا التقويم، وأصبحت الآن أترك صلاة الجماعة؛ خوفًا من عدم صحة الوقت، ويوجد لديّ تطبيق في الهاتف يسمى الباحث الإسلامي (islamic finder)، وكان التوقيت هناك مطابق تقريبًا لتوقيت بلدي، فهل هذا البرنامج موثوق به؟ وهل صلواتي صحيحة، أم إن هذا التقويم خاطئ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا علم لنا بدقة التطبيق المشار إليه، وقد بينا مرارًا في فتاوى سابقة أن مثل هذه البرامج يستأنس بها في تقريب أوقات الصلاة، ولا يعتمد عليها، إلا إذا تم اعتمادها، أو وضعها من قبل علماء ثقات، ولا شك أن الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- عالم ثقة، يعتمد قوله في تحديد وقت الصلاة، فإذا أخبر أن وقت صلاة الفجر متأخر عما هو في التقويم، وكان هذا التقويم غير معتمد، أو لم يشرف على وضعه أهل العلم، فليُعتمد قول الشيخ ويترك التقويم، وقد ذكرنا قول الشيخ الألباني أنه راقب ذلك من داره، وأنه وجد الفرق ما بين العشرين إلى الثلاثين دقيقة، وذلك في الفتوى: 215440.
ونضيف هنا فنقول: إن الذي يظهر لنا هو تعذر التحقق من هذا التأخر لمن كان يسكن في المدينة؛ لكثرة الأنوار التي ربما تحول بين رؤية الفجر الصادق في أول وقته.
والذي يمكن أن نشير به عليك هو الرجوع إلى أهل العلم من الفقهاء في مدينتك، ففي الغالب لا يخفى عليهم هذا الأمر المتعلق بفريضة من الفرائض، فإن أخبروك بأنهم تحروا الفجر خارج المدينة، وأنه متأخر عن التقويم، فاعمل بقولهم، وإن أخبروك أن التقويم على صواب، فذاك.
وانظر الفتوى: 143083، والفتوى: 126606.
والله أعلم.