عنوان الفتوى : دعوة الملحد للنصرانية.. وسيلة خاطئة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لديَّ صديق ملحد يرفض الإسلام رفضا قاطعا، ويفكر بالمسيحية. فهل يجوز لي أن أقنعه بها من باب أن الكتابي أقرب للإسلام من الملحد؟ ومن باب درء خطره عن المجتمع أولا، ثم محاولة إقناعه فيما بعد بالإسلام؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصحيح أن أهل الكتاب أقرب للحق من الملحدين، ولكن هذا لا يبرر دعوة الملحد للنصرانية أو اليهودية، وإقناعه بها؛ لما في ذلك من تلبيس الحق بالباطل، وإقرار الباطل والدعوة إليه.

وإنما المشروع في حق السائل أن يبذل جهده في بيان الحق (الإسلام) والدعوة إليه، وإزالة الشبهات من حوله، وأما الهداية فليست إليه، ولا عليه! فالأمر كما قال الله عز وجل: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ {يونس:108}، وكما قال سبحانه: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ {الكهف:29}. 

قال السعدي في تفسيره: أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم أي: قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بينه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة. {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين، بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر، فمن آمن فقد وفق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان، كما قال تعالى {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} وليس في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام. اهـ.

وهنا ننبه على أن الشبهات التي يتعلق بها الملحدون في شريعة الإسلام قد أجاب عنها المتخصصون في هذا الباب بأجوبة مقنعة لمن أنصف وأراد الحق.

وأما الشبهات التي تتعلق بالملة النصرانية المحرفة فبعضها - ولاسيما ما يتعلق منها بقضايا الإيمان والتوحيد - لا يجد الملحد عنها جوابا؛ لما فيها من المطاعن الظاهرة الدامغة، التي تتوجه لما عندهم من الباطل الصارخ.

وراجع للأهمية الفتوى: 365854.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
من الأساليب المشروعة لإقامة الحجة على المخالفين
استعمال أسلوب التدرج لاجتناب شرب الخمر
كيف تعلم الأخت أخاها أحكام الغسل من الجنابة؟
الإعراض عن نشر العلم خوف الرياء من تثبيط الشيطان
إقامة الرجل علاقات عاطفية مع الفتيات بحُجَّة دعوتهنِ إلى الله من مكائد الشيطان
أحسن الوسائل لدعوة الناس إلى الخير وأقربها إلى قلوبهم
موقف الداعية عند قيام بعض المدعوين بالإساءة لله ورسوله
ترك التحذير من مثل هذا الأمر أفضل حتى لا يتنبه إليه الغافلون عنه
الاستدلال بأدلة ملموسة مادية لإثبات صحة الإسلام
هل من الصدقة الجارية إنشاء صفحة على الفيسبوك لنشر آيات قرآنية يوميا؟
كيفية تعليم الأمي أمور دينه
مجادلة العامة لأهل الكتاب
مشروعية تسجيل أدعية ومواعظ ونشرها عبر وسائل التواصل
كيفية التعامل مع الإساءة للدين وللرسول على مواقع التواصل
ترك التحذير من مثل هذا الأمر أفضل حتى لا يتنبه إليه الغافلون عنه
الاستدلال بأدلة ملموسة مادية لإثبات صحة الإسلام
هل من الصدقة الجارية إنشاء صفحة على الفيسبوك لنشر آيات قرآنية يوميا؟
كيفية تعليم الأمي أمور دينه
مجادلة العامة لأهل الكتاب
مشروعية تسجيل أدعية ومواعظ ونشرها عبر وسائل التواصل
كيفية التعامل مع الإساءة للدين وللرسول على مواقع التواصل