عنوان الفتوى : تفاقمت المشاكل بينه وبين زوجته بعد سكن أمه معه
أنا متزوج منذ حوالي ستة عشر عاما من سيدة فاضلة، وكانت حياتنا عادية، يتخللها بعض المشاكل العادية, ولكن بعد وفاة والدي، ومجيء أمي لتعيش معنا أصبحت مشاكلنا أكثر عنفا بيني وبين الزوجة؛ لطريقة التعاطي بين زوجتي وأمي.
وقد وصلت أنني طلقت زوجتي مرة (كل هذا وأمي لا تعرف شيئا)، ومن ثَمَّ رددتها، وعادت المشاكل مرة أخرى أكثر عنفا، ونتيجة لبعض الأفعال والأقوال التي تحدث أثناء المشاكل بيني وبين الزوجة دون علم أحد، فقد ضربتها أكثر من مرة، بالإضافة إلى بعض الشتائم؛ فهي تستفزني جدا.
فهل أنا أظلم زوجتي بهذا الفعل؟ وماذا أفعل؟
وشكراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد وصفت زوجتك بأنها سيدة فاضلة، وأنه كانت تحدث بينك وبينها بعض المشاكل العادية، وهذا أمر طبيعي، فلا تخلو الحياة الزوجية من مشاكل، وبالحكمة والتعقل يستطيع الزوجان تجاوزها.
وواضح مما ذكرت أن وجود أمك في البيت سبب في تفاقم هذه المشاكل، وهذا مما يحصل أيضا، ولذلك ليس من الحكمة كونهما في مسكن واحد، بل ومن حق زوجتك أن تكون في مسكن مستقل، فلا يلزمها السكنى مع أمك. وراجع الفتويين: 34802، 66191.
فلعل من أفضل السبل لحل المشكلة، واجتناب أسباب التوتر أن تجتهد في أن تجعل كلاً من أمك وزوجتك في مسكن خاص لكل منهما.
والطلاق إن لم تدع إليه حاجة مكروه، وذهب بعض الفقهاء إلى القول بحرمته؛ لما يترتب عليه من مفاسد في الغالب، ولكن لا يوصف من طلق زوجته بأنه ظالم لها. وانظر الفتوى: 313699. لمزيد الفائدة.
وأما ضرب الزوجة أكثر من مرة وشتمها، فهذا هو الظلم بعينه، وليس ذلك من أخلاق الكرام، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، وتعاشر زوجتك بالمعروف، وتحفظ فيها وصاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعاملها بما يعامل به الكرام زوجاتهم، وتصبر على ما طبع الله عليه المرأة من اعوجاج، وتدير العلاقة بينها وبين أمك بحنكة وحكمة؛ حتى يستقيم أمر بيتك، وتسعد، وتهنأ في حياتك الزوجية.
والله أعلم.