عنوان الفتوى : المعالجة عند المشعوذين بلاء فوق بلاء
ما هو عقاب من حاول الانتحار ولم ينجح . وما هو عقاب من ذهب إلى عراف ولم يعلم أنه عراف وقد دفع مالاً واستخدم ما أعطاه إياه من ماء وأشياء تافهة مثل الموس والقفل، بالرغم من عدم إيمانه بتلك الأشياء وعدم تصديقها ولكن ذلك تم بعد الذهاب إلى العديد من الشيوخ المعالجين بالقرآن ولم يتم العلاج وجميع الشيوخ أجمعوا على وجود سحر لتلك العائلة فهل تعاقب تلك العائلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الذي نجا من الانتحار بعد المحاولة عليه أن يحمد الله تعالى على سلامته من الوقوع في هذه الكبيرة الشنيعة، وهي قتله لنفسه. كما عليه أن يبدأ بفتح صفحة جديدة ملؤها الاستقامة على أوامر الله تعالى والابتعاد عما نهى عنه، فإن في ذلك جلاءً لأحزانه وذهابا لهمومه وغمومه، ثم يواظب على الإكثار من ذكر الله تعالى فإنه سبب لانشراح الصدر وطمأنينته، كما قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب [الرعد: 28]، وليتعرف على العقوبة الشديدة التي تنتظر من يقدم على قتل نفسه في الأجوبة التالية: 12722/ 10397/ 30746 أما حكم الذهاب إلى العراف أو الكاهن، فهو مفصل في الأجوبة التالية: 14231/ 1815/ 8198 وعلى جميع أفراد هذه العائلة أن يكونوا على يقين بأن الله تعالى هو الشافي من كل الأدواء والأمراض، كما قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه قال: وإذا مرضت فهو يشفين [الشعراء: 80]، كما ينبغي أن يعلموا أن كتاب الله تعالى مشتمل على الشفاء من كل ما يصيب الإنسان من أمراض، كما قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (الإسراء: 82). وعليه؛ فيجب الاقتصار على كتاب الله تعالى، والآثار الصحيحة في الرقية والبعد عن اللجوء إلى المشعوذين وأصحاب الدجل والخرافة. كما يجب على من لجأ إلى سؤال العراف أن يبادر إلى التوبة الصادقة، والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله تعالى أن يغفر له ما ارتكب من معاصي. والله أعلم.