في رثاء فضيلة الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن رحمه الله - عبد العليم محمود فرج حسن
مدة
قراءة المادة :
دقيقة واحدة
.
ما كلُّ موتٍ بعدَهُ كَدَرُ فالموتُ بعدَ شهادةٍ ظَفَرُ ..والأسرُ في ذات الإله، لَهُ قَدْرٌ، ومنزلةٌ، ومُفتَخَرُ ..
والموتُ بابٌ، ليس يُخْطِئهُ مَن مات مأسورًا، ومَن أَسَرُوا ..
ويَخالُنا نَبكيْ على قَدَرٍ وهُو الذي نرجو ونَنتظِرُ ..
حتى إذا أَحنى عزيمتهمْ والظُّلمُ حيثُ اشتدّ يَنكَسِرُ ..
هَجَر الحياةَ، وخلفَهُ أُمَمٌ في أَسْرهِ، والمَوتِ تَعتبرُ ..
وأخو البَصيرة ليس يُقْعدُهُ عن مَجدِه أنْ فاتَهُ البَصَرُ ..
فكأنّهُمْ في بابِهِ خَدَمٌ وله قد ائتمروا ولو أَمَروا ..
وكأنّهُم إذ مات قد فَزِعوا فزَعَ الطّغاةِ وقد دنا خَطَرُ ..
فاللهُ مُنتصِرٌ لِمَظلمةٍ واللهُ حسبُكَ حيثُ يَنتصِرُ ..
فاهنأ بموتكَ غيرَ مُكترِثٍ بالأمس والأيامِ، يا عُمَرُ ..
فالدهرُ في أيّامه دولٌ والدهرُ في أيّامِهِ قَدَرُ!