عنوان الفتوى : ما يقال عند ذبح الأضحية
السلام عليكم عند الأضحية أقول: اللهم هذا عن نبينا محمد، فهل هذا جائز، وإن كان غير ذلك فما القول الصحيح عند ذبح الأضحية..... أفتوني مأجورين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى. ، وبناء عليه فإن هذا القول لم يؤثر عن السلف مثله، إلا ما روى أبو داود والترمذي أن عليا كان يضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إنه أوصاه بذلك. ، ولكن الحديث ضعفه الألباني وغيره، وأما الجماهير من السلف فلم يؤثر هذا عنهم، ثم إن قولك هذا إما أن تكون نويت الضحية عن الرسول فمعناه أنك أنت لم تضح عن نفسك وهذا غلط فاحش، حيث لم تضح عن نفسك وضحيت عن الرسول الذي لم تكلف بالضحية عنه، أو أن تكون أردت إشراكه في الضحية معك وهذا لا يصح، لأن الضحية لا تجزئ عن غير أهل البيت، كما سبق في الفتوى رقم: 13946. أو أن تكون ذبحت شاة أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من الضحية عن الميت، وقد اختلف فيه العلماء بين مبيح له وبين مانع، واحتج المانعون بأنه غير معروف عن السلف، واحتج المبيحون بأنه صلى الله عليه وسلم ضحى -كما في مسند أحمد وسنن أبي داود بسند صحيح -عمن لم يضح من أمته. ووجه الاستدلال أن عموم أمته يشمل من مات قبل ذلك من الصحابة، ولكن يبقى مع ذلك أن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من السلف لم يؤثر عنهم فعل ذلك. وأما ما يقال عند الأضحية، فهو التسمية والتكبير والدعاء بالقبول، ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال عند ذبح ضحيته: باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد. ، وفي المسند وسنن أبي داود بسند صحيح أنه قال: باسم الله والله أكبر. قال النووي في شرح حديث مسلم: فيه دليل لاستحباب قول المضحي حال الذبح مع التسمية والتكبير اللهم تقبل مني. فالمشروع أن تسمي وتكبر، وأن تقول: اللهم هذا عني وعن أهل بيتي، أو: اللهم تقبل مني ومن أهلي، أو تذكر اسمك فتقول: اللهم تقبل من فلان وآل فلان. والله أعلم.