عنوان الفتوى : علاج تدخل أم الزوج في خصوصيات الزوجة
عندما تزورنا أم زوجي تدخل لغرفة نومنا، وتغلق الباب لغرض الصلاة، وتدخل بدون إذن، علما أنه يوجد عندنا مكان آخر للصلاة، وتصلي جالسة على السرير. بعض الأحيان أحتاج لشيء ضروري في غرفتي، ولا أقدر أدخل، وتبقى بالغرفة تقريبا نصف ساعة، لا أعلم هل فقط تصلي أم تفعل شيئا آخر. علما أنه توجد فيها خصوصيات كثيرة تخصني وتخص زوجي، وبما أنني مريضة عملت عملية جراحية كبيرة، بعض الأحيان لا أجمع الغرفة بسبب تعبي، وتكون فيها ملابس داخلية ظاهرة، وأدوات الزينة أيضا التي أتزين بها فقط لزوجي، ولا أريد أحدا يطلع على خصوصياتي وأسراري، والله كلما تأتي عندنا أعصب كثيرا لوحدي، وبما أني ما زلت مريضة عندما تأتي عندنا تنتظرني أن أقدم لها كل شيء من أكل وخلافه.. علما أنني ما زلت مريضة، والطبيب يقول لي عليك بالراحة، ولا تتحركي كثيرا، يعني أنا في الحالة التي أنا فيها ما أقدر على الضيوف، وهي لما تأتي لا تساعدني في شيء؛ علما أن صحتها جيدة ما شاء الله، وحتى زوجي لا يحب أن يدخل أحد غرفة نومنا، لكنه يحترم أمه كثيرا ويسكت. جزاكم الله خيرا، ماذا أفعل في هذه الحالة؟ فكرت أن أغلق باب غرفتي لما يزورني أحد كيفما كان، والحمد لله يوجد عندي مكان آخر كي تصلي فيه. فهل أنا على صواب؟ وخفت أيضا أن يغضب زوجي إذا اتفقت معه أن لا تدخل تصلي بغرفة نومنا. وهل يمكن أن أتكلم مع زوجي في هذا الموضوع؟ علما أنها تتدخل في الكثير من الخصوصيات، لكني الحمد لله أتجاوز ذلك بكثرة الاستغفار لما تتكلم وتتدخل في ما يخصنا وأسكت ولا أتكلم. جزاكم الله خيرا كثيرا، أنتظر جوابكم. الله يجعلها في ميزان حسناتكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أم زوجك تدخل إلى غرفة نومك من غير إذن منك، فلا شك في أنها قد أخطأت بهذا التصرف، فاحترام خصوصيات الآخرين أمر مطلوب شرعا، كما سبق وأن أوضحنا في الفتويين: 75400، 101188. وأم الزوج تُحتَرم إكراما للزوج، ولكن لا ينبغي لها أن تستغل ذلك في إيذاء زوجة الابن بأي نوع من الأذى.
وإننا نوصي أولا بالصبر عليها، والدعاء لها بأن يرزقها الله تعالى الرشد والصواب. ومن حقك أن تتفاهمي مع زوجك في هذا الأمر، وليكن ذلك بالحكمة حذرا من أن يتفاقم الأمر، ويكون شقاق بينك وبين زوجك، ويكون بعده الفراق وتشتت الأسرة.
ومن حقك أيضا إغلاق باب الغرفة حتى لا تتمكن أم زوجك من الدخول فيها، ولكن إن خشيت أن يترتب على ذلك ضرر أكبر، فالأولى الإعراض عن هذا الفعل، واحرصي - حينئذ - على إخفاء الأشياء الخاصة بك، والتي لا تحبين اطلاعها عليها في الخزينة التي تحفظين فيها أغراضك حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا.
وينبغي لأم زوجك أن تكون عونا لك في الخدمة، خاصة وأنك مريضة، لا أن تكون عالة عليك، وفي حكم خدمة المرأة ضيوف زوجها خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 181879، وعلى تقدير القول بالوجوب فإن التكليف منوط بالقدرة كما يقول العلماء، قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.
وقد أحسنت بانشغالك بالاستغفار عند حصول ما يقتضي ضيق النفس، واستمري على هذا الاستغفار وذكر العلي الغفار، فهذا من خير ما يتسلى به، وهو يبعث الطمأنينة في النفس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
والله أعلم.