عنوان الفتوى : علاج وساوس الطهارة وغيرها بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت متضايقة جدا لأنني مصابة بالوسواس القهري، وأعاني من سلس، فقلت: إن الدين يسر، وأن الله سبحانه وتعالى ربما لم يكلف المصابين بالسلس بالوضوء لكل صلاة، وهو موجود في مذهب مالك، وقلت حتى لو كان هو ما شرعه الله فمن ذا الذي سيأخذ بمذهب مالك في هذه المسألة، قلتها بسخرية، وأقصد أنه ليس من السهل الأخذ به باعتبار أنه يوجد هذا القول في مذهبه، ولا يوجد دليل قوي عليه، وندمت فورا على ما قلته، وعندما قلت ذلك الكلام قلته وكأنني كنت ـ والعياذ بالله ـ متضايقة، لأن الله عزوجل لم يجعل الحكم واضحا إن كان فعلا هذا ما شرعه، ويريد بنا اليسر... وشعرت أنني كفرت فنطقت الشهادتين، وللاحتياط أريد أن أغتسل، فهل كفرت بما قلته؟ مع العلم أنني لا أعاني من الوسوسة في الكفر، وإنما في الطهارة والصلاة والصوم...

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن مذهب مالك في هذه المسألة قوي ومتجه، وقد اختاره جمع من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية، وانظري الفتوى رقم: 141250.

ولا حرج على من عمل بهذا القول، وقلد من يفتي به، وخاصة إن كان موسوسا على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.

وأما ما عرض لك من الأفكار فلا إثم عليك فيه ولا يوجب نطق الشهادتين ولا الغسل، ولم تخرجي بهذه الأفكار من الإسلام، بل أنت على الملة ـ بحمد الله ـ وإياك أن تفتحي على نفسك الوساوس في هذا الباب، فإن ذلك يفضي بك إلى شر عظيم، وعليك أن تجاهدي الوساوس مهما تعددت وكثرت وتزايدت وفي أي باب من أبواب الدين أتتك؛ فإنه لا علاج للوساوس سوى هذا، وانظري الفتوى رقم: 134196.

والله أعلم.