عنوان الفتوى : واجب من يدخل الخلاء وعليه شيء فيه ذكر الله
سألت طالب العلم وقلت له أنا أرتدي في عنقي اسم الله وعندما أدخل الخلاء وأقوم بالتبول, تعكس صورتي وجهي ورقبتي على دورة المياه في الخلاء لكن الاسم يكون مقلوبا, وقلت له وعندي في المنزل يوجد مسبح لي من ضمن المنزل كنت أقرأ كتاب الله وأنا خارج المسبح على الحافة فأتت زوجتي وكانت شبه عارية وأنزلت قدميها في الماء فعكس الماء كتاب الله واختلطت مع صورة المياه أقدام زوجتي, وقلت له عندي في غرفة النوم آيات من زجاج معلقة على الحائط وعندما أمارس مع زوجتي تظهر أجسامنا على تلك اللوحة, فما الحكم في كل هذا؟ فقال لي أتغضب؟ قلت له ويحك بل أقبل يديك لأنك السبب في توبتي, فقال يجب أن تتوب أنت مرتد وزوجتك أيضا, وهنا أصابتني أقوى صدمة في حياتي، ومنذ شهور سألت طالب علم فقال لي ليس في الأمر شيء... قمنا بتجديد عقد الزواج، فما تعليقكم على هذه المسألة؟ تعبت جراء فتاوى طلاب العلم التي لم أستفد منها شيئا وسببت لي غضبا شديدا، ومنذ ذلك الوقت وأنا في حالة غضب شديد جدا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الردة لا تحصل بما ذكرت، ولا يلزم منه تجديد الزواج، لأن الردة هي شرح الصدر للكفر، ومن دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.
وأما الدخول إلى الحمام بما فيه ذكر الله تعالى فهو مكروه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمة. رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وذكر ابن حجر في التلخيص أن رواته ثقات، ونقل عن المنذري والقشيري أن الصواب تصحيحه.
وروى عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة: كان ابن عباس إذا دخل الخلاء ناولني خاتمه.
ومن المعلوم أن نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم: هو محمد رسول الله: كما روى ذلك البخاري من حديث أنس.
ويكفي في علاج ذلك ستر اسم الجلالة، لما رواه ابن أبي شيبة عن عكرمة أنه قال: إذا دخل الرجل الخلاء وعليه خاتم فيه ذكر الله تعالى جعل الخاتم مما يلي بطن الكف، ثم عقد عليه بإصبعه.
وقال ابن قدامة: قال أحمد: الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه.
هذا؛ وننصحك بحمل نفسك على البعد عن الغضب، فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال له: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب.
والله أعلم.