عنوان الفتوى : حكم من أقرض شخصا ليبني بيتا ونوى أنه من الزكاة
إخوتي في الله، سؤالي هو: لدي مبلغ من المال في المصرف، وأقوم سنويا بدفع زكاته، ويزداد بفضل الله جل في علاه؛ لأني أقوم بتوفير جزء من راتبي الشهري. قمت بتسليف أخوين لي مبلغا من المال، لغرض بناء بيت منفصل لكل منهما على حدة، كمساعدة مني لهما في بناء البيت. هل يجوز لي أن أعتبر هذا المال الذي استلفته لهما في الوقت الحاضر، زكاة عن مالي في وقت دفع الزكاة في شعبان القادم، وقد عقدت النية على ذلك عند دفع المال لهما، وألا أطالبهما بإرجاع الدين مستقبلا، ولكن الأمر بيني وبين الله، ولم أخبرهما به، أي إن المال في الوقت الحاضر يعتبر دينا عليهما، وعند وقت الزكاة يتحللان من هذا الدين، ويصبح مالهما الخاص، أي أقول لهما في وقت دفع الزكاة أنتما غير مدينين لي بشيء. فهل يجوز لي ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الزكاة لا تُدْفَعُ إلا لأهلها، وقد بيناهم في الفتوى رقم: 27006، فمن كان من أخويك من مصارف الزكاة، فلا حرج عليك في اعتبار ما دفعته له من الزكاة، ما دمت نويت ذلك عند دفع المال له، لكن يبقى النظر في مسألة دفع الزكاة لأجل بناء البيت، وبناء البيت في حد ذاته ليس عذرا في أخذ الزكاة، ولا دفعها للباني؛ لأنه إن كان قادرا على الاستئجار، فإنه لا يجوز له أخذ الزكاة لأجل بناء البيت، ومن دفع له الزكاة في تلك الحال لم تجزئه، وإن كان غير قادر على الإيجار، فإنه يدفع له قدر ما يكفيه للسكن لمدة عام واحد عند جمهور أهل العلم؛ لكون الزكاة تتجدد كل عام، فيُعطى ما يكفيه سنة، ويرى الشافعية أن الفقير يعطى غناه مطلقا، وليس ما يكفيه سنة، وقد رجحنا سابقا أنه لا مانع من إعطاء الفقير من الزكاة لشراء مسكن بشرطين: الأول: أن لا يكون له مسكن يكفيه وعياله، الثاني: أن يكون عاجزاً عن السكن ولو بالأجرة، وانظر الفتوى رقم: 129347.
والله تعالى أعلم.