عنوان الفتوى : مذاهب العلماء في إيقاظ النائم للصلاة
أخي -وهو يكبرني بسبع سنين- مقصر في صلاته، أحياناً لا يصلي، وأحياناً يصلي متكاسلا، ولا يذهب إلى المسجد إلا إذا ألح عليه والدي، وفي كثير من الأوقات يظل مستيقظاً طوال الليل، ثم ينام قبل الفجر بقليل. ولكن عندما يحين وقت صلاة الفجر، أنادي عليه للصلاة -وأنا أعلم أنه لن يقوم ليصلي، لكن أقوم بواجبي- حتى إذا تنبه وعلم أنه قد أُذن للفجر، أتركه ولا أوقظه مرة أخرى، وفي بعض الأوقات لا أوقظه نهائياً، اعتقادا مني أن الفرد إذا لم يُقبل على العبادة مُحباً لها، ولوجه الله تعالى، فلن تقبل! فهل هذا صحيح؟ وهل ما أفعله بتركي له هو الصواب؟ أم إنني بهذا أشاركه في الإثم؟ وما الذي يجب علي فعله، مع العلم بالطبع أنني لن أجبره عليها، بالإضافة إلى فارق السن بيننا؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في حكم إيقاظ النائم للصلاة، فمنهم من قال باستحبابه، ومنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بوجوبه إذا خيف خروج الوقت، فينبغي لك أن توقظ أخاك بعد دخول الوقت، وتنبهه للصلاة، خروجا من هذا الخلاف، وإعانة له على البر والتقوى، فإن استيقظ ثم عاود النوم، فقد برئت ذمتك إن شاء الله، وراجع الفتوى رقم: 232180 وما أحيل عليه فيها، وانظر أيضا الفتوى رقم: 224869.
وينبغي لك أن تجتهد في دعوة أخيك، ونصحه بالحفاظ على الصلاة، ولا يضرك صغر سنك بالنسبة له، بل عليك أن تنصحه متأدبا معه، وعليك أن تتحلى بالرفق ما أمكن، وتتبع في نصحه الطرق المباشرة وغير المباشرة، كإسماعه أشرطة ومحاضرات حول الحفاظ على الصلاة، أو إحضار مطويات له حول هذا الموضوع، واجتهد في الدعاء له بأن يهديه الله تعالى، ويشرح صدره لطاعته، وبين له ما في ترك الصلاة من الخطر العظيم، وأن تاركها عرضة لعقاب الله تعالى وعذابه الأليم، وانظر الفتوى رقم: 130853.
والله أعلم.